سورة الأنعام .
قوله تعالى أرأيتكم وما كان مثله من الاستفهام في القرآن يقرأ بإثبات الهمزة الثانية وطرحها وتليينها فالحجة لن أثبتها أنها عين الفعل وهي ثابتة في رأيت والحجة لمن طرحها أن هذه الهمزة لما كانت تسقط من الفعل المضارع في كلام فصحاء العرب ولا تستعمل إلا في ضرورة شاعر كقوله ... أري عيني ما لم ترأياه ... كلانا عالم بالترهات ... .
كان الماضي في القياس كالمضارع إذا قاربه همزة الاستفهام والحجة لمن لينها أنه كره اجتماع همزتين في كلمة واحدة فخخف الثانية بالتليين وحقق الأولى لأنها حرف جاء لمعنى .
قوله تعالى إنه من عمل منكم سوءا بجهالة فإنه يقرآن بكسر الهمزتين وفتحهما وبفتح الأولى وكسر الثانية فالحجة لمن كسرهما أنه جعل تمام الكلام في قوله كتب ربكم على نفسه الرحمة ثم ابتدأبقوله إنه وعطف الثانية عليها ويجوز أن يحكي ما كتب كما يحكي ما قال ولا يعمل كتب في ذلك كما قال الشاعر ... وجدنا في كتاب بني تميم ... أحق الخيل بالركض المعار ... .
فحكى ما وجد ولم يعمل الفعل في ذلك والحجة لمن فتحهما أنه أعمل الكتابة في الأولى وجعل الثانية معطوفة عليها والمعنى كتب ربكم على نفسه الرحمة بأنه أو لأنه من عمل فلما سقط الخافض وصل الفعل إلى أن فعمل والهاء في قوله إنه من عمل كناية عن اسم مجهول وما بعدها من الشرط والجواب الخبر لأنه جملة والجمل