سورة البقرة .
فان قيل فيلزم من أمال النار أن يميل الجار فقل لما كثر دور النار في القرآن أمالوها ولما قل دور الجار في القرآن أبقوه على أصله .
قوله قوله تعالى غشاوة ولهم يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه استأنف الكلام مبتدئا ونوى به التقديم بالخير التأخير فكأنه قال وغشاوة على أبصارهم والحجة لمن نصب أنه أضمر مع الواو فعلا عطفه على قوله ختم الله على قلوبهم وجعل على أبصارهم غشاوة واضمار الفعل اذا كان عليه دليل كثير مستعمل في كلام العرب ومنه قول الشاعر ... ورأيت زوجك في الوغى ... متقلدا سيفا ورمحا ... .
يريد وحاملا رمحا .
قوله تعالى من يقول يقرأ مدغما بغنه وبغير غنة لأن النون والتنوين يدغمان عند ستة أحرف يجمعها قولك يرملون ويظهر ان عند ستة أحرف وهن الهمزة الهاء والعين والحاء والغين والخاء ويخفيان عند سائر الحروف فالنون الساكنة والتنوين يدغمان في اللام والراء بغير غنة وفي الواو كذلك في قراءة حمزة ويدغمان في الميم والنون بغنة لا غير فالحجة لمن أدغم في اللام والراء والياء والواو بغير غنة أن اللام والراء حرفان شديدان والغنة من الأنف فبعدت منهما والياء والواو رخوتان فجرتا مع النون والتنوين في غنة الخياشيم .
واتفقوا على ادغام النون والتنوين عند الميم بغنة لا غير لمشاركة الميم لهما في الخروج