سورة البقرة بقوله وزلزلوا المضي وبقوله حتى يقول الحال ومنه قول العرب قد مرض زيد حتى لا يرجونه فالمرض قد مضى وهو الآن في هذه الحال والحجة لمن نصب أنه لم يجعل القول من سبب قوله وزلزلوا ومنه قول العرب قعدت حتى تغيب الشمس فليس قعودك سببا لغيبوبة الشمس .
وتلخيص ذلك أن من رفع الفعل بعد حتى كان بمعنى الماضي ومن نصبه كان بمعنى الاستقبال وأضمرت له عند البصريين مع حتى أن لأنها من عوامل الأسماء فأضمروا مع الفعل ما يكون به اسما .
قوله تعالى قل فيهما اثم كبير يقرأبالباء والثاء فالحجة لمن قرأبالياء قوله بعد ذلك وإثمهما أكبر من نفعهما ولم يقل أكثر والحجة لمن قرأبالثاء أنه لما وقع اللفظ على أعداد وهي الخمرة المشروبة والميسر وهو القمار كانت الثاء في ذلك أولى ودليله قوله تعالى ولا أدنى من ذلك ولا أكثر ولم يقل أكبر .
قوله تعالى قل العفو يقرأبالرفع والنصب فمن رفع جعل ذا منفصلة من ما فيكون بمعنى الذي فكأنه قال ما الذي ينفقون فقال الذي ينفقون العفو فترفعه بخبر الابتداء لأنه جعل الجواب من حيث سألوا والحجة لمن نصب أنه جعل ماذا كلمة واحدة ونصب العفو بقوله ينفقون كأنه قال قال ينفقون العفو فان قيل فلم بنيت ما مع ذا ولم تبن من معها فقل لما كانت ما عامة لمن يعقل ولما لا يعقل وذا مثلها في الابهام والعموم بنوهما للمشاركة ولما اختصت من بمن يعقل لم يبنوها مع ذا لهذه العلة .
قوله تعالى حتى يطهرن يقرأ بالتشديد والتخفيف فالحجة لمن شدد أنه طابق بين اللفظين لقوله فاذا تطهرن والحجة لمن خفف أنه أراد حتى ينقطع الدم لأن ذلك ليس من فعلهن ثم قال فاذا تطهرن يعنى بالماء ودليله على ذلك قول العرب طهرت المرأة من الحيض فهي طاهر