سورة البقرة .
فان قيل ما معنى قوله أو مثلها فقل المماثلة موافقة الشيء من وجه من الوجوه ولو ماثله من جميع وجوهه لكان هو ولم يكن له مثلا والمعنى هاهنا أنها قرآن مثلها وهي في المعنى غيرها لأن هذه آية رحمة وهذه آية عذاب .
قوله تعالى ولا تسأل يقرأ بالرفع والجزم فالحجة لمن رفع أنه أخبر بذلك وجعل لا نافية بمعنى ليس ودليله قراءة عبدالله وأبي ولن تسأل والحجة لمن جزم أنه جعله نهيا ودليله ما روى أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال يوما ليت شعري ما فعل أبواي فأنزل الله تعالى ولا تسأل عن أصحاب الجحيم فانا لا نؤاخذك بهم والزم دينك .
فأما من ضم التاء فانه جعله فعل ما لم يسم فاعله ومن فتحها جعلها فعل فاعل .
قوله تعالى واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى يقرأ بكسر الخاء وفتحها فالحجة لمن كسر أنهم أمروا بذلك ودليله قول عمر أفلا نتخذه مصلى فأنزل الله ذلك موافقا به قوله والحجة لمن فتح أن الله تعالى أخبر عنهم بذلك بعد أن فعلوه .
فان قيل فان الأمر ضد الماضي وكيف جاء القرآن بالشيء وضده فقل ان الله تعالى أمرهم بذلك مبتدئا ففعلوا ما أمروا به فأثنى بذلك عليهم وأخبر به وأنزله في العرضة الثانية .
قوله تعالى فأمتعه قليلا يقرأبتشديد التاء وتخفيفها فالحجة لمن شدد