سورة البقرة .
قوله تعالى والله محيط بالكافرين يقرأ بامالة الكافرين وبتفخيمها في موضع النصب والجر فالحجة لمن أمال أنه لما اجتمع في الكلمة أربع كسرات كسرة الفاء والراء والياء والراء يقوم مقام كسرتين جذبن الألف لسكونها بقوتهن فأملنها .
فان قيل فيلزم على هذا الأصل أن يميل الشاكرين و الجبارين فقل لا يلزمه ذلك لثلاث علل احداهن الادغام الذي فيهما وهو فرع والامالة فرع ولا يجمع بين فرعين في اسم والأخرى أن هذين الاسمين قليلا الدور في القرآن ولم يكثرا ككثرة الكافرين فترك امالتهما والثالثة أن الشين والجيم والياء يخرجن من وسط اللسان بينه وبين وسط الحنك فلما كانتا مجاورتين للياء كرهوا الامالة فيهما كما كرهوا في الياء .
قوله تعالى فأحياكم يقرأ بالامالة والتفخيم على ما قدمنا القول في ذلك وانما ذكرت هذا الحرف لأن حمزة يميل أمثاله اذا كانت قبله الواو ولا يميله مع الفاء والحجة له في ذلك أنه فرق بين المتصل والمنفصل لخفة أحدهما وثقل الآخر وعلته في ذلك أن الثقل واقع في اللفظ لا في الحظ واللفظ بهذين الحرفين واحد فمن استعمل وجها مع أحدهما لزمه استعماله مع الآخر أيضا .
قوله تعالى وهو بكل شيء عليم يقرأ باسكان الهاء مع الواو والفاء وثم واللام وبحركتها بالضم فالحجة لمن اسكن أنه لما اتصلت هذه الهاء بهذه الحروف أسكنت تخفيفا كما أسكنت لام الأمر في قوله تعالى وليعفوا وليصفحوا والحجة لمن ضم أنه أتى بلفظ الاسم على أصله قبل دخوله هذه الحروف عليه