ومن سورة هود قوله تعالى إني لكم نذير مبين يقرا بفتح الهمزة وكسرها فالحجة لمن فتح أنه أراد ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه بأني لكم فلما حذف الباء وصل الفعل فعمل والحجة لمن كسر انه جعل الكلام تاما عند قوله إلى قومه ثم ابتدا مستأنفا فكسر .
قوله تعالى بادي الرأي يقرا بياء مفتوحة وبالهمز فالحجة لمن قرأه بالياء أنه أخذه من بدأ يبدأ إذا أخذ في فعل الشيء فإن وقف عليه واقف استوى المهموز فيه وغيره فكان بياء ساكنة لأن الهمزة تسكن في الوقف وقبلها كسرة فتقلب ياء والهمزة عند الوقف جائزة لا تمتنع لأنها حرف صحيح وإنما تسقط في الوقف إذا كان قبلها ساكن .
قوله تعالى فعميت عليكم يقرأ بضم العين والتشديد وبفتحها والتخفيف فالحجة لمن ضم وشدد أنه دل بذلك على بناء الفعل لما لم يسم فاعله ودليله أنها في حرف عبد الله وأبي فعماها عليكم والحجة لمن فتح وخفف انه جعل الفعل للرحمة ومعناهما قريب يريد فخفيت .
قوله تعالى من كل زوجين اثنين يقرأ بالتنوين والإضافة ها هنا وفي سورة المؤمنين فالحجة لمن نون أنه أراد من كل جنس ومن كل نوع زوجين فجعل التنوين دليلا على المراد والحجة لمن أضاف أنه أراد أن يجعل الزوجين محمولين وجمع بين سائر الأصناف وعنى بقوله زوجين ذكر وأنثى لأن كل اثنين لا ينتفع بأحدهما إلا أن يكون صاحبه معه فكل واحد منهما زوج للآخر وأكد بقوله اثنين كما قال لا تتخذوا إلهين اثنين فأكد من غير لبس