سورة الأعراف أثبتهما أنه من إخبار الله تعالى عن نفسه بنون الملكوت وعليها جاء قوله رب ارجعون والحجة لن حذفها أنه من إخبار النبي عليه السلام عن الله والفاعل مستتر في الفعل وإذ في أول الكلام متعلقة بفعل دليله قوله تعالى واذكروا إذ أنتم قليل وإنما وعظهم الله تعالى بما أمتحن به من كان قبلهم وذكرهم نعمه عليهم وحذرهم من حلول النقم عند مخالفته .
قوله تعالى جعله دكا يقرا بالقصر والتنوين وبالمد وترك التنوين ها هنا وفي الكهف فالحجة لمن قصر ونون أنه جعله مصدرا كقوله إذا دكت الأرض دكا دكا وهذا اللفظ لا يثنى ولا يجمع لأنه مصدر والمصدر اسم للفعل فلما كان الفعل لا يثنى ولا يجمع كان الأصل بتلك المثابة والحجة لمن مد ولم ينون أنه صفة قامت مقام الموصوف وأصله أرضا ملساء من قول العرب ناقة دكاء أي لا سنام لها فهذا يثني ويجمع ولم ينون لأنه وزن لا ينصرف في معرفة ولا نكرة لاجتماع علامة التأنيث والوصف فيه .
فإن قيل فقوله دكت الأرض خرج لفظ المصدر فيه على فعله وليس ها هنا لفظ لفعل يخرج المصدر عليه فقل إن المصدر ها هنا يخرج على المعنى لا على اللفظ لأنه يريد بقوله تعالى جعله دكه وذلك معروف عند العرب قال ذو الرمة ... والودق يستن عن أعلى طريقته ... جول الجمان جرى في سلكه الثقب ... .
فنصب جول الجمان لأنه أراد بقوله يستن يجول .
قوله تعالى برسالاتي يقرأ بالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد أن الله تعالى إنما أرسله مرة واحدة بكلام كثير والحجة لمن جمع أنه طابق بين اللفظين لتكون