ذلك قوله يحرفون الكلم من بعد مواضعه ويجوز أن يكون يحرفون حالا من المضمر في سماعون وتكون هي الحال المقدرة أي يسمعون مقدرين التحريف مثل قوله هديا بالغ الكعبة .
قوله آخرين ولم يأتوك صفتان لقوم .
قوله يقولون إن أوتيتم حال من المضمر في يحرفون فيقف على قلوبهم في هذا القول ويبتدىء ومن الذين هادوا وهو خبر الابتداء وقد قيل أن سماعون رفع على هم سماعون ابتداء وخبر فيقف على هادوا في هذا القول والقول الأول أحسن وأولى فأما سماعون للكذب الثاني فهو رفع على إضمار مبتدأ أي هم سماعون للكذب أكالون للسحت .
قوله النبيون الذين أسلموا الذين صفة للنبيين على معنى المدح والثناء لا على معنى الصفة التي تأتي للفرق بين الموصوف وبين من ليس صفته كذلك تقول رأيت زيدا العاقل فتحتمل هذه الصفة أن تكون جئت بها للثناء والمدح لا غير كالآية وتحتمل أن تكون جئت بها لتفرق بين زيد العاقل وبين زيد آخر ليس بعاقل وهذا لا يجوز في الآية لأنه لا يمكن أن يكون لهم نبيون غير مسلمين كما يحتمل أن يكون ثم زيد آخر غير عاقل فإن قلت رأيت زيدا الأحمر فهذه صفة جئت بها لتفرق