المتقون بعروته والملجأ الذي أوى الراهبون إلى كنف رحمته .
قلت كيف لي بفهم ما قال الله جل وعز في كتابه لعلي أدرك منازلهم أو أقارب مقامهم .
قال بأن يعظم عندك قدر ما تنال بفهمه من النجاة وما في الإعراض عن فهمه من الهلكة لأن الله جل وعز أنزل في كتابه كلامه مع الروح الأمين إلى محمد المصطفى برسالته والمنتخب لإنذار عباده صلى الله عليه وسلّم فوصف تعالى نفسه بأحسن الصفات ودل خلقه ونبههم فيه لمعرفته بما وضع في سماواته وأرضه من آثار صنعته ونفاذ قدرته وذكرهم فيه أياديه عندهم وكثرة نعمه وتعهده إياهم من ابتداء خلقهم وحسن تقديرهم وإجراء أرزاقهم ودفاع البلايا عنهم والآفات المهلكة لهم وحسن ستره عليهم وإقالتهم والعفو عما 86 استوجبوا من تعجيل العقوبات ونزول النقم بهم .
فأمرهم فيه بالمكارم ونهاهم عن الآثام والمحارم ووعدهم فيه جزيل الثواب وضرب لهم فيه الأمثال وفصل لهم فيه المعاني الدالة على سبيل النجاة وأبان فيه المشكلات وأوضح