ويؤخذ من حديث البخاري عن إبراهيم عن أبي سعيد الخدري ما يدل على أن رسول الله A قال " الله الواحد الصمد " ثلث القرآن فذكر ألفاظا تخالف ما تقرأ به ومحمله على إرادة التسمية . وذكر القرطبي أن رجلا لم يسمه قرأ كذلك والناس يستمعون وادعى أن ما قرأ به هو الصواب وقد ذمه القرطبي وسبه .
وسميت في أكثر المصاحف وفي معظم التفاسير وفي جامع الترمذي ( سورة الإخلاص ) واشتهر هذا الاسم لاختصاره وجمعه معاني هذه السورة لأن فيها تعليم الناس إخلاص العبادة لله تعالى أي سلامة الاعتقاد من الإشراك بالله غيره في الإلهية .
وسميت في بعض المصاحف التونسية " سورة التوحيد " لأنها تشتمل على إثبات أنه تعالى واحد .
وفي الإتقان أنها تسمى " سورة الأساس " لاشتمالها على توحيد الله وهو أساس الإسلام . وفي الكشاف " روي عن أبي وأنس عن النبي A إست السماوات السبع والأرضون السبع على ( قل هو الله أحد ) . يعني ما خلقت إلا لتكون دلائل على توحيد الله ومعرفة صفاته .
وذكر في الكشاف : أنها وسورة الكافرون تسميان المقشقشتين أي المبرئتين من الشرك ومن النفاق .
وسماها البقاعي في نظم الدرر " سورة الصمد " وهو من الأسماء التي جمعها الفخر . وقد عقد الفخر في التفسير الكبير فصلا لأسماء هذه السورة فذكر لها عشرين اسما بإضافة عنوان سورة إلى كل اسم منها ولم يذكر أسانيدها فعليك بتتبعها على تفاوت فيها وهي : التفريد والتجريد " لأنه لم يذكر فيها سوى صفاته السلبية التي هي صفات الجلال " والتوحيد " كذلك " والإخلاص " لما ذكرناه آنفا " والنجاة " لأنها تنجي من الكفر في الدنيا ومن النار في الآخرة " والولاية " لأن من عرف الله بوحدانيته فهو من أوليائه المؤمنين الذين لا يتولون غير الله " والنسبة " لما روي أنها نزلت لما قال المشركون : أنسب لنا ربك كما سيأتي " والمعرفة " لأنها أحاطت بالصفات التي لا تتم معرفة الله إلا بمعرفتها " والجمال " لأنها جمعت أصول صفات الله وهي أجمل الصفات وأكملها ولما روي أن النبي A قال " إن الله جميل يحب الجمال " فسألوه عن ذلك فقال : " أحد صمد لم يلد ولم يولد " والمقشقشة " يقال : قشقش الدواء الجرب إذا أبرأه لأنها تقشقش من الشرك وقد تقدم آنفا أنه اسم لسورة الكافرون أيضا " والمعوذة " لقول النبي A لعثمان بن مضعون وهو مريض فعوذه بها وبالسورتين اللتين بعدها وقال له : تعوذ بها " . والصمد " لأن هذا اللفظ خص بها " والأساس " لأنها أساس العقيدة الأسلامية " والمانعة " لما روي : أنها تمنع عذاب القبر ولفحات النار " والمحضر " لأن الملائكة تحضر لاستماعها إذا قرئت " . والمنفرة " لأن الشيطان ينفر عند قراءتها " والبراءة " لأنها تبرئ من الشرك " والمذكرة " لأنها تذكر خالص التوحيد الذي هو مودع في الفطرة " والنور " لما روي : أن نور القرآن قل هو الله أحد " والأمان " لأن من اعتقد ما فيها أمن من العذاب " .
وبضميمة اسمها المشهور ( قل هو الله أحد ) تبلغ أسماؤها اثنين وعشرين وقال الفيروز آبادي في بصائر التمييز أنها تسمى الشافية فتبلغ واحدا وعشرين اسما .
وهي مكية في قول الجمهور وقال قتادة والضحاك والسدي وأبو العالية والقرضي : هي مدنية ونسب كلا القولين إلى ابن عباس .
ومنشأ هذا الخلاف الاختلاف في سبب نزولها فروى الترمذي عن أبي بن كعب وروى عبيد العطار عن ابن مسعود وأبو يعلى عن جابر بن عبد الله " أن قريشا قالوا للنبي A " انسب لنا ربك " فنزلت قل هو الله أحد إلى آخرها " فتكون مكية .
وروى أبو صالح عن ابن عباس " أن عامر بن الطفيل وأربد بن ربيعو " أخا لبيد " أتيا النبي A فقال عامر : إلام تدعونا ؟ قال : إلى الله قال : صفه لنا أمن ذهب هو أم من فضة أم من حديد أم من خشب ؟ " يحسي لجهله أن الإله صنم كأصنامهم من معدن أو خشب أو حجارة " فنزلت هذه السورة لإتكون مدنية لأنهما ما أتياه إلا بعد الهجرة وقال الواحدي " أن أحبار اليهود " منهم حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف " قالوا للنبي A صف لنا ربك لعلنا نؤمن بك فنزلت " .
A E