والثاني أن رؤية القلب علم ومحال أن يعلم الشيء شيئين يؤيد يقرأ بالهمز على الأصل وبالتخفيف وتخفيف الهمزة هنا جعلها وأوا خالصة لأجل الضمة قبلها ولا يصح أن تجعل بين بين لقربها من الألف ولا يكون ما قبل الألف الا مفتوحا ولذلك لم تجعل الهمزة المبدوء بها بين بين لاستحالة الابتداء بالألف .
قوله تعالى زين الجمهور على ضم الزاي ورفع حب ويقرأ بالفتح ونصب حب تقديره زين للناس الشيطان على ما جاء صريحا في الاية الاخرى وحركت الهاء بفي الشهوات لأنها اسم غير صفة من النساء في موضع الحال من الشهوات والنون في القنطار أصل ووزنه فعلال مثل حملاق وقيل هي زائدة واشتقاقه من قطر يقطر إذا جرى والذهب وألفضة يشبهان بالماء في الكثرة وسرعة التقلب و من الذهب في موضع الحال من المقنطرة والخليل معطوف على النساء لا على الذهب وألفضة لأنها لا تسمى قنطارا وواحد الخيل خائل وهو مشتق من الخيلاء مثل طير وطائر وقال قوم لا واحد له من لفظه بل هو اسم للجمع والواحد فرس ولفظه لفظ المصدر ويجوز أن يكون مخففا من خيل ولم يجمع الحرث لأنه مصدر بمعنى المفعول وأكثر الناس على أنه لا يجوز ادغام الثاء في الذال هنا لئلا يجمع بين ساكنين لأن الراء ساكنة فأما الادغام في قوله يلهث ذلك فجائز و المآب مفعل من آب يؤب والأصل مأوب فلما تحركت الوأو وانفتح ما قبلها في الأصل وهو آب قلبت ألفا .
قوله تعالى قل أؤنبئكم يقرأ بتحقيق الهمزتين على الأصل وتقلب الثانية وأوا خاصة لانضمامها وتليينها وهو جعلها بين الوأو والهمزة وسوغ ذلك انفتاح ما قبلها بخير من ذلكم من في موضع نصب بخير تقديره بما يفضل ذلك ولا يجوز أن يكون صفه لخير لأن ذلك يوجب أن تكون الجنة وما فيها مما رغبوا فيه بعضا لما زهدوا فيه من الاموال ونحوها للذين اتقوا خبر المبتدأ الذي هو جنات و تجري صفة لها وعند ربهم يحتمل وجهين أحدهما أن يكون ظرفا للاستقرار والثاني أن يكون صفة للجنات في الأصل قدم فانتصب على الحال ويجوز أن يكون العامل تجري و من تحتها متعلق بتجري ويجوز أن يكون حالا من الانهار أي تجري الانهار كائنة تحتها ويقرأ جنات بكسر التاء وفيه وجهان أحدهما هو مجرور بدلا من خير فيكون للذين اتقوا على هذا صفة لخير والثاني أن يكون منصوبا على إضمار أ ' نى أو بدلا من موضع بخير ويجوز أن يكون