- تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلّم عائشة Bها بمكة في شوال .
وقد تزوجها E بمكة في شوال سنة عشرة من النبوة وقبل الهجرة بثلاث ولها ست سنين وأعرس بها في المدينة في شوال سنة اثنتين من الهجرة على رأس ثمان عشر شهرا ولها تسع سنين وصداقها فيما قال ابن إسحاق : أربعمائة درهم .
وفي الصحيحين عنها أنها قالت تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأنا بنت ست سنين وأسلموني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين انتهى وكان مدة مقامها معه E أيضا تسع سنين ( ونزل جبريل عليه السلام بصورتي ) أي إليه قبل أن تزوجني ( ولم ينزل بصورة أحد من نسائه غيري ) ففي الترمذي أن جبريل جاءه عليه السلام بصورتها في خرقة حرير خضراء وقال : هذه زوجتك في الدنيا والآخرة .
وفي رواية عنه قال جبريل : إن الله قد زوجك بابنة أبي بكر ومعه صورتها وفي الصحيحين أنه E قال لها : رأيتك في المنام ثلاث ليال جاءني بك الملك في خرقة من حرير فيقول : هذه امرأتك فاكشف عن وجهها فأقول : إن يك من عند الله يمضيه والخرقة بفتحتين شقة الحرير أو والبيضاء ( وأراني ) أي النبي صلى الله عليه وسلّم ( جبريل ولم يره ) بضم أوله ( أحدا من أزواجه غيري ) وهذا يشكل بما ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب عن ابن إسحاق قال : حدثني إسماعيل بن أبي حكيم أنه بلغه عن خديجة أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلّم : يا بن عم أتستطيع أن تخبرني لصاحبك إذا جاء يعني جبريل عليه السلام فلما جاءه قال يا خديجة هذا جبريل قد جاءني فقالت له : قم يا ابن عم فاقعد على فخذي اليمنى ففعل فقالت له : هل تراه ؟ قال : نعم قالت فتحول إلى اليسرى ففعل فقالت هل تراه ؟ .
فقال : نعم قالت : فاجلس في حجري ففعل قالت : هل تراه ؟ قال نعم .
قال : فألقت خمارا وحسرت عن صدرها فقالت له : هل تراه ؟ قال : لا .
قالت : أبشر فإنه والله ملك وليس بشيطان انتهى .
وفيه أنه لا يلزم من قوله يا خديجة هذا جبريل أنها رأته وعلى تقدير التسليم بما يقول يلزم أرادت عائشة رؤيته بعد البيعة بالرسالة وأما قضية خديجة فكانت أيام النبوة هذا . وقد روى الشيخان والترمذي والنسائي وابن ماجه عن عائشة : يا عائشة هذا جبريل يقرئك السلام .
لكن في صحيح مسلم أتاني جبريل فقال : يا رسول الله هذه خديجة قد أتتك ومعها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا هي قد أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها .
ومن الحديث ( وكنت من أحبهن إليه نفسا وأبا ) . ففي الصحيحين : أحب النساء إلي عائشة ومن الرجال أبوها ولا يبعد أن يقيد الأزواج بما عدا خديجة إذا أرادت من حيث المجموع في النيتين ( ونزل في ) أي في براءتي ( آيات من القرآن ) وهي في أوائل سورة النور من قوله سبحانه : { إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم } ( 1 ) إلى قوله D { أولئك مبرأون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم } ( 2 ) ( كاد يهلك ) أي يكفر ( فئام ) أي جماعات ( من الناس ) أي رجالا ونساء ( ومات ) أي النبي صلى الله عليه وسلّم ( في ليلتي ويومي ) أي في نوبتي وبيتي ( وتوفي بين سحري ونحري ) بفتح فسكون فيهما والسحر الروية والنحر الصدر . والمعنى مات وهو مستند إلى صدرها وما يحاذي سحرها منه .
( وفي رواية أنها قالت : إن في سبع خصال ما هن ) أي مجموعهن ولا واحدة منهن ( في أحد من أزواجه تزوجن بكرا ) حال من المفعول ( ولم يتزوج بكرا غيري وأتاه جبريل بصورتي قبل أن تزوجني ) أي بعد موت خديجة ( ولم يأته ) أي جبريل ( بصورة أحد من أزواجه غيري وكنت أحبهن إليه نفسا وأبا ونزل في ) أي في براءتي ( عذر كاد يهلك فئام من الناس ) أي من جهة الإفك ( ومات في يومي وليلتي بين سحري ونحري وأراني جبريل ) بالنصب على أنه مفعول ثان ( ولم يره أحد من أزواجه غيري ) .
وبه ( عن عون عن أبيه ) أي عبد الله بن عتبة بن مسعود ( عن عبد الله ) أي ابن مسعود وهو أساس الإسلام ومن قدماء الصحابة الأعلام ( أنه كان إذا دخل رسول الله صلى الله عليه وسلّم بيته ) أي عند إحدى أزواجه ولم يمكن له اطلاع على أفعاله ليقتدي به E في جميع أحواله ( أرسل الربة أم عبد ) أي عبد الله بن مسعود ( تدخل إلى النبي صلى الله عليه وسلّم ) في بيته ( تنظر إلى هدي النبي صلى الله عليه وسلّم ) أي سيرته وطريقته في شريعته ( ودله ) أي دلالته ( وسمته ) أي هيئته وحالته .
وفي النهاية أن الدل والسمت شريعته ( ودله ) أي دلالته ( وسمته ) أي هيئته وحالته .
وفي النهاية أن الدل والسمت والهدي عبارة عن الحالة التي يكون عليها الإنسان من السكينة والوقار وحسن السيرة والطريقة واستقامة المنظر والهيئة ودل المرأة حسن هيئتها وقيل حسن حديثها .
( فتخبره بذلك ) أي بجميع ما رأته هنالك ( فيتشبه به ) أي في جميع أقواله وأفعاله ويتبعه في حميع أحواله .
وقد روي أن بعض الصحابة أسلم فظن أن ابن مسعود وأمه من أهل بيت النبوة من كثرة دخولهما وخروجهما عن الحضرة وآثار ظهورهما في مقام الخدمة .
_________ .
( 1 ) النور 11 .
( 2 ) النور 26