- الشك في الإيمان كفر .
وبه ( عن الحارث عن أبي مسلم الخولاني ) وهو عبد الله بن الشوب الزاهد لقي أبا بكر وعمر ومعاذا روى عنه جماعة وله مناقب كثيرة مات سنة اثنين وستين . وخولان بفتح المعجمة قبيلة باليمن ( قال : لما نزل معاذ ) أي ابن جبل ( حمص ) بكسر أوله اسم بلدة قريبة من دمشق الشام ( أتاه رجل شاب فقال : ما ترى في رجل وصل الرحم وبر ) أي وأحسن إلى الناس ( وصدق الحديث ) بتخفيف الدال أي وصدق في كلامه ولم يكذب ( وأدى الأمانة ) أي من غير الخيانة ( وعفف بطنه وفرجه ) أي صار عفيفا من جهة بطنه حيث لم يأكل الحرام ومن جهة فرجه فاحترز من الزنا ونحوه ( وعمل ما استطاع من خير من ) طاعة فرضا أو نفلا ( غير أنه شك في الله ) أي في توحيد ذاته وما يتعلق بتحقيق بعض صفاته ( ورسوله ) أي في نبوته أو معجزاته أو عموم رسالاته ( قال ) : أي معاذ ( إنها ) أي الريبة التي مرادف ( الشك يحبط ما كان سعيها من الأعمال ) أي التي شرط في صحتها الإيمان المتحقق في الحال والمآل ( قال ) أي الرجل السائل ( فما ترى في رجل ركب المعاصي ) أي ارتكبها ( وسفك الدماء ) أي فعل ما هو أقبحها ( واستحل الفروج ) أي فروج المحرمات ( والأموال ) أي أموال الناس المعنى عامل فيها معاملة المستحل في مباشرتهما وإلا فالاستحلال الحقيقي كفر بلا شبهة فيها ( غير أنه شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله مخلصا ) أي أتيا بالخلاص من الشك والريبة وعن الرياء والسمعة ( قال معاذ : أرجو ) أي له النجاة لإيمانه ( وأخاف عليه ) أي من جهة عصيانه فإن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ( وهذا ) أي الذي صدر عن معاذ من الجوابين هو المطابق لمذهب أهل السنة والجماعة في المسألتين ( قال الفتى : والله إن كانت ) أي الريبة هي التي ( أحبطت ما معها من عمل ) أي من طاعات ( ما يضر هذه ) أي الشهادة مع الإخلاص ( ما عمل معها ) أي من المنكرات ( ثم انصرف فقال معاذ : ما أزعم أن رجلا أفقه بالسنة ) أي بالشريعة ( من هذا ) أي الفتى