- بين يدي الساعة ثلاثون كذابا .
إسناده عن الحارث بن عبد الرحمن .
أبو حنيفة ( عن الحارث ) أي المذكور ( عن أبي الجلاس ) بضم الجيم وتخفيف اللام ( قال : كنت ممن ) أي من جمع ( سمع من عبد الله الشيباني كلاما عظيما ) بما يتعلق بذات الله تعالى أو صفاته أو نحو ذلك مما يعظم شأنه هنالك ( فأتينا به عليا ) أي أحضرناه عند علي ( ونحن ننهى ) أي نضرب وندق عنقه في طريقه ( فوجدنا عليا في الرحبة ) بفتح الحاء وسكون أي رحبة مسجد الكوفة وهو ساحته وصنعة الموضع للطهارة والحكومة وأمثالها ( مستلقيا على ظهره واضعا إحدى رجليه على الأخرى ) ثبت أنه E استلقى على هذه الهيئة وجاء عنه أيضا أنه نهى عنها وجمع بينهما أن النهي هو الذي يتوهم معه كشف بعض العورة ( فسأله ) أي علي ( عن الكلام ) أي الذي ( نكلم به فتكلم به فقال : أترويه عن الله ) أي وحيا بادعاء النبوة أو إلهاما بادعاء الولاية ( أو عن كتابه ) تصريحا أو تلويحا ( أو عن رسوله ) بواسطة أو بغيرها فإن طرق العلم منحصرة فيها ( فقال : لا ) أي لا رواية عن شيء من ذلك ( قال : فعن ما ) أي فعن من تروي ؟ ( قال : عن نفسي ) أي من تلقاء نفسي ومن جهة عقلي ( قال : أما ) للتنبيه أنك ( لو رويت عن الله تبارك وتعالى ) أي بدعوى الوحي أو الإلهام ( أو عن كتابه ) أي بالزيادة عليه أو بتأويل لديه ( أو عن رسوله ) بالافتراء عليه ( ضربت عنقك ) أما سياسته أو لارتدادك ( ولو رويته عني أوجعتك عقوبة ) أي تعزيرا ( فكنت كاذبا ) أي مردود الشهادة ( ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول : بين يدي الساعة ثلاثون كذابا ) أي دجالون ( وأنت منهم ) هذا من كلام علي خطابا له فهذا من علامات النبوة في أشراط الساعة .
والحديث المرفوع رواه أحمد ومسلم عن جابر بن سمرة ولفظه : إن بين يدي الساعة كذابين فاحذروهم .
( وفي رواية عن أبي جلاس قال : كنت فيمن ) أي في جملة من ( سمع من عبد الله الشيباني كلاما عظيما فأتينا به عليا فوجدناه في الرحبة مستلقيا على ظهره واضعا إحدى رجليه على الأخرى فسأله عن الكلام ) أي عن كلام ذلك ( فتكلم ) أي وفق ما هنالك ( فقال : أترويه عن الله أو عن كتابه أو عن رسوله ) ضربت عنقك إلى أن ( قال : لا . قال : فعن من ترويه ؟ قال : عن نفسي قال : أما إنك لو رويت عن الله أو عن كتابه أو عن رسوله ضربت عنقك ولو رويت عني أوجعتك عقوبة فكنت كاذبا ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول : " بين يدي الساعة ثلاثون كذابا فأنت منهم " ) .
وبه ( عن الحارث عن أبي صالح ) سبق أنه ذكوان السمان الزيات المدني تابعي جليل مشهور كثير الرواية واسع الدراية ( عن أم هانىء ) بكسر النون بعدها همزة أخت علي بن أبي طالب ( أن النبي صلى الله عليه وسلّم يوم فتح مكة ) أي عنوة أو صلحا ويؤيد الأول قوله : ( وضع لأمته ) بسكون الهمزة وتخفيف أي أدرعه ( ودعا بماء ) أي فأتى به ( فصبه ) أي فأفاضه عليه أي على بدنه جميعا . والمعنى أنه اغتسل ( ثم دعا بثوب واحد ) أي فلبسه واكتفى به ( فصلى فيه ) أي ركعتين ( زاد ) أي أبو صالح ( في رواية ) أي عنها ( متوشحا ) أي حال