- حديث قدر .
أبو حنيفة ( عن عبد العزيز ) أي المشار إليه ( عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص ) بضم الميم وفتح العين سمع أباه وعلي بن أبي طالب وابن عمر .
وروى عنه سماك بن حرب وغيره ( عن أبيه ) وهو أحد العشرة المبشرة بالجنة ( قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : ما من نفس ) أي من نفس بني آدم ( إلا وقد كتب الله مدخلها ) مكان دخولها وزمانه وسائر شأنه من أول ولادته إلى انتهاء نشأته ( ومخرجها ) أي مكان خروجها وزمانه وهو منتهى أجله ومقتضى علمه ومنقطع عمله ( وما هي لاقية ) أي ملاقية فيما بعد الحالتين من ابتداء البعث إلى الأبد سواء يكون من أهل الجنة أو العقوبة وفيه إيماء إلى قوله تعالى : { يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه } ( 1 ) والكدح السعي ( فقال رجل من الأنصار ) ظنا منه أن العمل يوجب الثواب ويقتضي العقاب في هذا الباب من غير ما سبق في هذا الكتاب ( ففيم العمل إذا ) أي إذا كان الأمر مفروغا إليه وليس بمستأنف مبني على خير العمل وشره ( يا رسول الله ) إيماء إلى أن هذا سؤال استفهام واستعلام لا إنكار لما ورد من كلام ( فقال : اعملوا ) أي لا تتركوا العمل فإنكم مأمورون بتحسين الأعمال وتزيين الأحوال ( فكل ميسر ) أي مسهل أو موفق ( لما خلق ) أي من الأعمال في الحال والاستقبال خيرا وشرا .
وهذا مجمل الكلام وأما تفصيل المرام فقوله ( أهل الشقاوة فيسروا بعمل أهل الشقاوة ) من الكفر والمعصية ( وأما أهل السعادة فيسروا عمل أهل السعادة ) أي من الإيمان والطاعة ( فقال الأنصاري : الآن حق العمل ) أي ثبت ظهور فائدة العمل ونتيجة الأمل .
( وفي رواية : اعملوا فكل ميسر ) أي لعمل خاص ( من كان من أهل الجنة ) أي في علم الله وكتابه ( ييسر لعمل أهل الجنة ومن كان من أهل النار ييسر لعمل أهل النار فقال الأنصاري : الآن حق العمل ) ولهذا قال ابن عطاء في حكم : إذا أردت أن تعرف قدرك عنه فانظر فيما ذاك يقيمك .
_________ .
( 1 ) الانشقاق 6