4200 - قال الله D هذا عبدي وحقا وهذا اعدل الأشياء في العارف قال احمد بن الحواري لأبي سليمان الداراني صليت في الخلوة فاستلذذت بها لأنه لم يطلع عليها أحد فقال أبو سليمان انك لضعيف حيث خطر ببالك غيره ولذا قالوا ترك العمل للناس رياء وفعله شرك فينبغي للعارف ان يكون الإنسان والجدار عنده سواء وهذا أكمل الأحوال واما المبتدئ فكتمان العبادات له مصلحة لأنه لم يتهذب له نفسه ولذا أشار اليه أبو سليمان بأنك ضعيف إنجاح .
4201 - قاربوا أي اطلبوا قربة الله وطاعته بقدر ما تطيقونه وقال السيد أي حافظوا القصد في الأمور بلا غلو ولا تقصير وقيل تقربوا الى الله بكثرة القربات وقال الكرماني وقيل أي لا تبلغوا النهاية باستيعاب الأوقات كلها بل اغتنموا أوقات نشاطكم وهو أول النهار وآخره وبعض الليل وارحموا أنفسكم فيما بينها كيلا ينقطع بكم انتهى وقوله سددوا أي اطلبوا بأعمالكم السداد أي الصواب بين الإفراط و التفريط وكأنه تأكيد لقاربوا فخر 2 قوله .
4202 - انا اغنى الشركاء عن الشرك اسم التفضيل مجرد عن الزيادة والمراد بالشرك الشريك أي انا غني من المشاركة فمن عمل شيئا لي ولغيري لم اقبله طيبي 3 قوله .
4205 - ولكن اعمالا لغير الله وشهوة خفية قال عبد الغفار الفارسي في مجمع الغرائب قيل هو شهوة النساء قال أبو عبيد هو عندي ليس بمخصوص ولكنه في كل المعاصي يضمرها المرء ويصبر عليه وقيل هو ان يرى جارية حسناء فيغض طرفه ثم ينظر إليها بقلبه كما ينظر بعينه وقيل هو ان ينظر الى ذات محرم حسناء وذكر الأزهري وجها آخر لطيفا وهو انه نصب الشهورة على انه مفعول معه كأنه قال اخوف ما أخاف على أمتي الرياء مع الشهوة الخفية ومعنى ذلك انه يرى الناس انه تارك للمعاصي والشهوة ويخفي الشهوة لها في قلبه فإذا خلا بنفسه عملها في خفية انتهى وقال بن الجوزي في غريب الحديث الرياء ما كان ظاهرا والشهوة الخفية اطلاع الناس على العمل ولم يحك خلافه قلت وهو تفسير حسن الا انه ورد في بعض طرف الحديث التفسير بغير ذلك ففي مسند أحمد ونوادر الأصول والمستدرك زيادة قيل وما الشهوة الخفية قال يصبح العبد صائما فيعرض له شهوة من شهواته فيواقعها ويدع صومه وحيثما ورد التفسير في تتمة الحديث من قول رسول الله صلى الله عليه وسلّم فلا يعدل عنها الى غيره مصباح الزجاجة للسيوطي 4 قوله .
4206 - من يسمع يسمع الله به كلاهما من باب التفعيل أي من فعل فعلا أراد به التسميع للناس والتشهير وازال الخمول بتشهير الذكر شهر الله عيوبه يومالقايمة وفضحه وقيل يظهر سريرته لللناس في الدنيا أي الأعمال التي يخفيها أو نيته الفاسدة ويظهر للناس ان عمله لم يكن خالصا وقيل يشهر الله تعالى ذكره في الدنيا جزاء له ثم يأخذه عليه وفي الآخرة قال جل ذكره من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الآخرة من نصيب ويدل عليه حديث مسلم عن بي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم ان أول الناس يقضي عليه يوم القيامة ثم ذكر الحديث بطوله وفيه قال كذبت ولكن تعلمت علما ليقال عالم أو قرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل لك عالم قارئ فما لك عندنا أجر إنجاح 5 قوله