" وأصحاب السفينة " كانوا ثمانية وسبعين نفسا : نصفهم ذكور ونصفهم إناث منهم أولاد نوح عليه السلام : سام وحام ويافث ونساؤهم . وعن محمد بن إسحق : كانوا عشرة . خمسة رجال وخمس نسوة . وقد روى عن النبي A : كانوا ثمانية : نوح وأهله وبنوه الثلاثة والضمير في " وجعلناها " للسفينة أو للحادث والقصة .
" وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم ومت على الرسول إلا البلاغ المبين " نصب " إبراهيم " بإضمار اذكر وأبدل عنه " إذا " بدل الإشتمال ؛ لأن الأحيان تشتمل على ما فيها . أو هو معطوف على " نوحا وإذ ظرف لأرسلنا يعني : أرسلناه حين بلغ من السن والعلم مبلغا مصلح فيع لأن يعظ قومه وينصحهم ويعرض عليهم الحق ويأمرهم بالعبادة والتقوى وقرأ إبراهيم النخعي وأبو حنيفة رحمهما الله . وإبراهيم بالرفع على معنى : ومن المرسلين إبراهيم " إن كنتم تعلمون " يعنى : إن كان فيكم علم بما هو خير لكم مما هو شر لكم . أو إن نظرتم بعين الدراية المبصرة دون عين الجهل العمياء : علمتم أنه خير لكم وقرئ : تخلقون من خلق بمعنى التكثير في خلق . وتخلقون من تخلق بمعنى تكذب وتخرص . وقرئ : إفكا و فيه وجهان : أن يكون مصدرا نحو : كذب ولعب . والإفك : مخفف منه كالكذب واللعب من أصلهما وأن يكون صفة على فعل أي خلقا إفكا أي ذا إفك وباطل . واختلافهم الإفك : تسميتهم الأوثان آلهة وشركاء لله أو شفعاء إليه . أو سمى الأصنام : إفكا وعملهم لها ونحتهم : خلقا بلإفك . فإن قلت : لم نكر الرزق ثم عرفه ؟ قلت : لأنه أراد لا يستطيعون أن يرزقوكم شيئا من الرزق فابتغوا عند الله الرزق كله . فإنه هو الرزاق وحده لا يرزق غيره " إليه ترجعون " وقرئ : بفتح التاء فاستعدوا للقائه بعبادته والشكر له على أنعمه وإن تكذبونني فلا تضرونني بتكذيبهم فإن الرسل قبلي قد كذبتهم أممهم وما ضروهم وإنما ضروا أنفسهم حيث حل بسبب تكذيب الرسل : وأما الرسول فقد تم أمره حين بلغ البلاغ المبين الذي وال معه الشك وهو اقترانه بآيات الله ومعجزاته . أو : وإن كنت مكذبا فيما بينكم فلي في سائر الأنباء أسوة وسلوة حيث كذبوا وعلى الرسول أن يبلغ وما عليه أن يصدق ولا يكذب وهذه الآية والآيات التي بعدها إلى قوله : " فما كان جواب قومه " محتملة أن تكون من جملة قول إبراهيم صلوات الله وسلامه عليه لقومه وأن تكون آيات وقعت معترضة في شأن رسول الله A وشأن قريش بين أول قصة إبراهيم وآخرها . فإن قلت : إذا كانت من قول إبراهيم فما المراد بالأمم قبله ؟ قلت : قوم شيب وإدريس ونوح وغيرهم وكفى بقوم نوح أمه في معنى أمم ححمة مكذبة ولقد عاش إدريس ونوح وغيرهم وكفى بقوم نوح أمة في معنى أمم جمة مكذبة ولقد عاش إدريس ألف سنة في قومه إلى أن رفع إلى السماء . وآمن به ألف إنسان منهم على عدد سنيه وأعقابهم على التكذيب .
" أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله يسير قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الأخرة إن الله على كل شئ قدير يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه نقلبون وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء وما لكم من دون من ولي ولا نصير "