وعن ابن مسعود نخلفه بالنون أي : لن يخلفه الله كأنه حكى قوله D كما في " لأهب لك " مريم : 19 . " ظلت " وظلت وظللت والأصل ظللت فحذفوا اللام الأولى ونقلوا حركتها إلى الظاء ومنهم من لم ينقل . " لنحرقنه " ولنحرقنه ولنحرقنه . وفي حرف ابن مسعود " لنذبحنه " ولنحرقنه ولنحرقنه القراءتان من الإحراق . وذكر أبو علي الفارسي في لنحرقنه أنه يجوز أن يكون حرق مبالغة في حرق إذا برد بالمبرد . وعليه القراءة الثالثة وهي قراءة علي بن أبي طالب Bه " لننسفنه " بكسر السين وضمها وهذه عقوبة ثالثة وهي إبطال ما افتتن به وفتن وإهدار سعيه وهدم مكره " ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين " آل عمران : 54 .
" إنما إلهكم الله الذى لا إله إلا هو وسع كل شيء علما ؟ " قرأ طلحة : الله الذي لا إله إلا هو الرحمن رب العرش الكريم " وسع كل شيء علما " وعن مجاهد وقتادة : وسع ووجهه أن وسع متعد إلى مفعول واحد وهو " كل شيء " . وأما " علما " فانتصابه على التمييز . وهو في المعنى فاعل فلما ثقل نقل إلى التعدية إلى مفعولين فنصبهما معا على المفعولية لأن المميز فاعل في المعنى كما تقول في خاف زيد عمرا خوفت زيدا عمرا فترد بالنقل ما كان فاعلا مفعولا .
" كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد ءاتينك من لدنا ذكرا من أعرض عنه يحمل يوم القيامة وزرا خلدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ " .
الكاف في " كذلك " منصوب المحل وهذا موعد من الله D لرسوله A أي : مثل ذلك الاقتصاص ونحو ما اقتصصنا عليك قصة موسى وفرعون نقص عليك من سائر أخبار الأمم وقصصهم وأحوالهم تكثيرا لبيناتك وزيادة في معجزاتك وليعتبر السامع ويزداد المستبصر في دينه بصيرة . وتتأكد الحجة على من عاند وكابر وأن هذا لذكر الذي آتيناك يعني القرآن مشتملا على هذه الأقاصيص والأخبار الحقيقة بالتفكر والاعتبار لذكر عظيم وقرآن كريم فيه النجاة والسعادة لمن أقبل عليه ومن أعرض عنه فقد هلك شقي . يريد بالوزر : العقوبة الثقيلة الباهظة سماها وزرا تشبيها في ثقلها على المعاقب وصعوبة احتمالها بالحمل الذي يفدح الحامل وينقض ظهره ويلقي عليه بهره : أو لأنها جزاء الوزر وهو الإثم . وقرىء : " يحمل " جمع . " خلدين " على المعنى لأن من مطلق متناول لغير معرض واحد . وتوحيد الضمير في أعرض وما بعده للحمل على اللفظ . ونحوه قوله تعالى : " ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها " الجن : 23 ، فيه أي في ذلك الوزر . أو في احتماله " وساء " في حكم بئس . والضمير الذي فيه يجب أن يكون مبهما يفسره " حملا " والمخصوص بالذم محذوف لدلالة الوزر السابق عليه تقديره : ساء حملا وزرهم كما حذف في قوله تعالى : " نعم العبد إنه أواب " ص : 30 ، 44 أيوب هو المخصوص بالمدح . ومنه قوله تعالى : " وساءت مصيرا " النساء : 97 ، 115 أي وساءت مصيرا جهنم . فإن قلت : اللام في الهم ما هي ؟ وبم تتعلق ؟ قلت : هي للبيان كما في " هيت لك " يوسف : 23 . فإن قلت : ما أنكرت أن يكون في ساء ضمير الوزر ؟ قلت : لا يصح أن يكون في ساء وحكمه حكم بئس ضمير شيء بعينه غير مبهم فإن قلت : فلا يكن ساء الذي حكمه حكم بئس وليكن ساء الذي منه قوله تعالى : " سيئت وجوه الذين كفروا " الملك : 27 بمعنى أهم وأحزن ؟ قلت : كفاك صادا عنه أن يؤول كلام الله إلى قولك : وأحزن الوزر لهم يوم القيامة حملا وذلك بعد أن تخرج عن عهدة هذا اللام وعهدة هذا المنصوب .
" يوم ينفخ فى الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا يتخفتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما "