قرئ : " ألم يعلموا " بالياء والتاء وفيه وجهان أحدهما : أن يراد المتوب عليهم يعني : ألم يعلموا قبل أن يتاب عليهم وتقبل صدقاتهم " أن الله هو يقبل التوبة " إذا صحت ويقبل الصدقات إذا صدرت عن خلوص النية وهو للتخصيص والتأكيد وأن الله تعالى من شأنه قبول توبة التائبين . وقيل : معنى التخصيص في هو : أن ذلك ليس إلى رسول الله A إنما الله سبحانه هو الذي يقبل التوبة ويردها فاقصدوه بها ووجهوها إليه .
" قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون " .
" وقل " لهؤلاء التائبين " اعملوا " فإن عملكم لا يخفى خيرا كان أو شرا على الله وعباده كما رأيتم وتبين لكم . والثاني : أن يراد غير التائبين ترغيبا لهم في التوبة فقد روي أنهم لما تيب عليهم قال الذين لم يتوبوا : هؤلاء الذين تابوا كانوا بالأمس معنا لا يكلمون ولا يجالسون فما لهم فنزلت . فإن قلت : فما معنى قوله : " وبأخذ الصدقات " قلت : هو مجاز عن قبوله لها وعن ابن مسعود Bه : إن الصدقة تقع في يد الله تعالى قبل أن تقع في يد السائل والمعنى : أنه يتقبلها ويضاعف عليها وقوله : " فسيرى الله " وعيد لهم وتحذير من عاقبة الإصرار والذهول عن التوبة .
" وآخرون مجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم والله عليم حكيم " .
قرئ : مرجون ومرجؤن من أرجيته وأرجأته : إذا أخرته . ومنه المرجئة يعني : وآخرون من المتخلفين موقوف أمرهم " إما يعذبهم " إن بقوا على الإصرار ولم يتوبوا " وإما يتوب عليهم " إن تابوا وهم ثلاثة : كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع : أمر رسول الله A أصحابه أن لا يسلموا عليهم ولا يكلموهم ولم يفعلوا كما فعل أبو لبابه وأصحابه من شد أنفسهم على السواري وإظهار الجزع والغم فلما علموا أن أحدا لا ينظر إليهم فوضوا أمرهم إلى الله تعالى وأخلصوا نياتهم ونصحت توبتهم فرحمهم الله " والله عليم حكيم " وفي قراءة عبد الله : غفور رحيم . وإما للعباد : أي خافوا عليهم العذاب وارجوا لهم الرحمة .
" والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد أنهم لكاذبون لا تقم فيهم أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المتطهرين " .
في مصاحف أهل المدينة والشام : الذين اتخذوا بغير واو لأنها قصة على حيالها . وفي سائرها بالواو على عطف قصة مسجد الضرار الذي أحدثه المنافقون على سائر قصصهم . روي :