يا ربي ائتني بما وعدتني . وقال A للعباس وكان صيتا : صيح بالناس فنادى الأنصار فخذا فخذا ثم نادى : يا أصحاب الشجرة يا أصحاب البقرة فكزوا عنقا واحدا وهم يقولون : لبيك لبيك ونزلت الملائكة عليهم البياض على خيول بلق فنظر رسول الله A إلى قتال المسلمين فقال : هذا حين حمي الوطيس ثم أخذ كفا من تراب فرماهم به ثم قال : انهزموا ورب الكعبة فانهزموا قال العباس : لكأني أنظر إلى رسول الله A يركض . خلفهم على بغلته " بما رحبت " ما مصدرية والباء بمعنى مع أي مع رحبها وحقيقته ملتبسة برحبها على أن الجار والمجرور في موضع الحال كقولك : دخلت عليه بثياب السفر أي ملتبسا بها لم أحلها تعني مع ثياب السفر . والمعنى : لا تجدون موضعا تستصلحونه لهربكم إليه ونجاتكم لفرط الرعب فكأنها ضاقت عليكم " ثم وليتم مدبرين " ثم انهزمتم " سكينته " رحمته التي سكنوا بها وآمنوا " وعلى المؤمنين " الذين انهزموا . وقيل : هم الذين ثبتوا مع رسول الله A حين وقع الهرب " وأنزل جنودا " يعني الملائكة . وكانوا ثمانية آلاف وقيل : خمسة آلاف وقيل : ستة عشر ألفا " وعذب الذين كفروا " بالقتل والأسر وسبي النساء والذراري " ثم يتوب الله " أي يسلم بعد ذلك ناس منهم . وروي : أن ناسا منهم جاءوا فبايعوا رسول الله A على الإسلام وقالوا : يا رسول الله أنت خير الناس وأبر الناس وقد سبي أهلونا وأولادنا وأخذت أموالنا . قيل : سبي يومئذ ستة آلاف نفس وأخذ من الأبل والغنم ما لا يحصى فقال : إن عندي ما ترون إن خير القول أصدقه اختاروا : إما ذراريكم ونساءكم وإما أموالكم . قالوا : ما كنا نعدل بالأحساب شيئا فقام رسول الله A فقال : " إن هؤلاء جاءوا مسلمين " وإنا خيرناهم بين الذراري والأموال فلم يعدلوا بالأحساب شيئا فمن كان بيده شيء طابت نفسه أن يرده فشأنه ومن لا فليعطنا وليكن قرضا علينا حتى نصيب شيئا فنعطيه مكانه . قالوا : رضينا وسلمنا فقال : إني لا أدري لعل فيكم من لا يرضى فمروا عرفاءكم فليرفعوا ذلك إلينا فرفعت إليه العرفاء أن قد رضوا .
" يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون رجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم "