" وإذ قيل لهم " واذكر إذ قيل لهم . والقرية : بيت المقدس . فإن قلت : كيف اختلفت العبارة ههنا وفي سورة البقرة ؟ قلت : لا بأس باختلاف العبارتين إذا لم يكن هناك تناقض . ولا تناقض بين قوله اسكنوا هذه القرية وكلوا منها وبين قوله : فكلوا لأنهم إذا سكنوا القرية فتسببت سكناهم للأكل منها فقد جمعوا في الوجود بين سكناها والأكل منها وسواء قدموا الحطة على دخول الباب أو أخروها فهم جامعون في الإيجاد بينهم وترك ذكر الرغد لا يناقض إثباته وقوله : " نغفر لكم خطيئاتكم " موعد بشيئين : بالغفران وبالزيادة وطرح الواو لا يخل بذلك لأنه استئناف مرتب على تقدير قول القائل : وماذا بعد الغفران ؟ فقيل له : سنزيد المحسنين وكذلك زيادة " منهم " زيادة بيان وأرسلنا وأنزلنا . و " يظلمون " ويفسقون من واد واحد . وقرئ : " يغفر لكم خطيئاتكم " وتغفر لكم خطاياكم . وخطيئاتكم وخطيئتكم على البناء للمفعول .
" وسلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون وإذ قالت أمة منهم لم تعظوا قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئس ما كانوا يفسقون فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين "