حروف المعجم أربعة عشروف المعجم أربعة عشر سواء وهي : الألف وا للام والميم والصاد والراء والكاف والهاء والياء والعين والطاء والسين والحاء والقاف والنون في تسع وعشرين سورة على عدد حروف المعجم . ثم إذا نظرت في هذه الأربعة عشر وجدتها مشتملة على أنصاف أجناس الحروف بيان ذلك أن فيها من المهموسة نصفها : الصاد والكاف والهاء والسين والحاء . ومن المجهورة نصفها : الألف واللام والميم والراء والعين والطاء والقاف والياء والنون . ومن الشديدة نصفها : الألف والكاف والطاء والقاف . ومن الرخوة نصفها : اللام والميم والراء والصاد والهاء والعين والسين والحاء والياء والنون . ومن المطبقة نصفها : الصاد والطاء . ومن المنفتحة نصفها : الألف واللام والميم والراء والكاف والهاء والعين والسين والحاء والقاف والياء والنون . ومن المستعلية نصفها : القاف والصاد والطاء . ومن المنخفضة نصفها : الألف واللام والميم والراء والكاف والهاء والياء والعين والسين والحاء والنون . ومن حروف القلقلة نصفها : القاف والطاء . ثم إذا استقريت الكلم وتراكيبها رأيت الحروف التي ألغى الله ذكرها من هذه الأجناس المعدودة مكثورة بالمذكورة منها فسبحان الذي دقت في كل شيء حكمته . وقد علمت أن معظم الشيء وجله ينزل منزلة كله وهو المطابق للطائف التنزيل واختصاراته فكأن الله عزاسمه عددعلى العرب الألفاظ التي منها تراكيب كلامهم إشارة إلى ما ذكرت من التبكيت لهم وإلزام الحجة إياهم . ومما يدل على أنه تغمد بالذكر من حروف المعجم أكثرها وقوعا في تراكيب الكلم أن الألف واللام لما تكاثر وقوعهما فيها جاءتا في معظم هذه الفواتح مكررتين . وهي : فواتح سورة البقرة وال عمران والروم والعنكبوت ولقمان والسجدة والأعراف والرعد ويونس وابراهيم وهود ويوسف والحجر . فإن قلت : فهلا عددت بأجمعها في أول القرآن وما لها جاءت مفرقة على السور قلت : لأن إعادة التنبيه على أن المتحدى به مؤلف منها لاغير وتجديده في غير موضع واحد أوصل إلى الغرض وأقرله في الأسماع والقلوب من أن يفرد ذكره مرة وكذلك مذهب كل تكرير جاء في القرآن فمطلوب به تمكين المكررفي النفوس وتقريره . فإن قلت : فهلاجاءت على وتيرة واحدة ولم اختلفت أعداد حروفها فوردت ص وق ون على حرف وطه وطس و يس وحم على حرفين والم والر وطسم على ثلاثة أحرف والمص والمر على أربعة أحرف وكهيعص وحم عسق على خمسة أحرف قلت : هذا على إعادة افتنانهم في أساليب الكلام وتصرفهم فيه على طرق شتى ومذاهب متنوعة . وكما أن أبنية كلماتهم على حرف وحرفين إلى خمسة أحرف لم تتجاوز ذلك سلك بهذه الفواتح ذلك المسلك . فإن قلت : فما وجه اختصاص كل سورة بالفاتحة التي اختصت بها قلت : إذا كان الغرض هو التنبيه والمبادئ كلها في تأدية هذا الغرض سواء لا مفاضلة كان تطلب وجه الاختصاص ساقطا كما إذا سمى الرجل بعض أولاده زيدا والآخرعمرا لم