" أجد نفير ربكم من قبل اليمن " . وعن الحسن : لما فتح رسول الله A مكة أقبلت العرب بعضها على بعض فقالوا : أما إذ ظفر بأهل الحرم فليس به يدان وقد كان الله أجارهم من أصحاب الفيل وعن كل من أرادهم فكانوا يدخلون في الإسلام أفواجا من غير قتال . وقرأ ابن عباس : فتح الله والنصر . وقرئ : يدخلون على البناء للمفعول . فإن قلت : ما محل يدخلون ؟ قلت : النصب إما على الحال على أن رأيت بمعنى أبصرت أو عرفت . أو هو مفعول ثان على أنه بمعنى علمت . " فسبح بحمد ربك " فقل سبحان الله : حامدا له أي : فتعجب لتيسير الله ما لم يخطر ببالك وبال أحد من أن يغلب أحد على أهل الحرم واحمده على صنعه . أو : فاذكره مسبحا حامدا زيادة في عبادته والثناء عليه لزيادة إنعامه عليك . أو فصل له . روت أم هانيء : أنه لما فتح باب الكعبة صلى صلاة الضحى ثماني ركعات وعن عائشة : كان E يكثر قبل موته أن يقول : " سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك " والأمر بالاستغفار مع التسبيح تكميل للأمر بما هو قوام أمر الدين : من الجمع بين الطاعة والاحتراس من المعصية ليكون أمره بذلك مع عصمته لطفا لأمته ولأن الاستغفار من التواضع لله وهضم النفس فهو عبادة في نفسه . وعن النبي A : " إني لأستغفر في اليوم والليلة مائة مرة " وروي : أنه لما قرآها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أصحابه استبشروا وبكى العباس فقال رسول الله A : " ما يبكيك يا عم ؟ " قال : نعيت إليك نفسك . قال : " إنها لكما تقول " فعاش بعدها سنتين لم ير فيهما ضاحكا مستبشرا وقيل : إن ابن عباس هو الذي قال ذلك ؛ فقال رسول الله A : " لقد أوتي هذا الغلام علما كثيرا " وروي : أنها لما نزلت خطب رسول الله A فقال : " إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين لقائه فاختار لقاء الله فعلم أبو بكر Bه فقال : فديناك بأنفسنا وأموالنا وآبائنا وأولادنا " .
وعن ابن عباس أن عمر Bهما كان يدنيه ويأذن له مع أهل بدر فقال عبد الرحمن : أتأذن لهذا الفتى معنا وفي أبائنا من هو مثله ؟ فقال إنه ممن قد علمتم . قال ابن عباس فأذن لهم ذات يوم وأذن لي معهم فسألهم عن وقول الله تعالى : " إذا جاء نصر الله " ولا أراه سألهم إلا من أجلي ؛ فقال بعضهم : أمر الله نبيه إذا فتح عليه أن يستغفره ويتوب إليه ؛ فقلت : ليس كذلك ولكن نعيت إليه نفسه ؛ فقال عمر : ما أعلم منها إلا مثل ما تعلم ثم قال : كيف تلومونني عليه بعدما ترون ؟ وعن النبي A : أنه دعا فاطمة Bها فقال : " يا بنتاه إنه نعيت إلي نفسي فبكت فقال : لا تبكي فإنك أول أهلي لحوقا بي . وعن ابن مسعود أن هذه السورة تسمى سورة التوديع . كان توابا أي : كان في الأزمنة الماضية منذ خلق المكلفين توابا عليهم إذا استغفروا فعلى كل مستغفر أن يتوقع مثل ذلك .
عن رسول الله A : " من قرأ سورة إذا جاء نصر الله أعطي من الأجر كمن شهد مع محمد يوم فتح مكة " .
سورة المسد .
مكية وآياتها خمس .
بسم اله الرحمن الرحيم .
" تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد " التباب : الهلاك . ومنه قولهم : أشابة أم تابة ؟ أي : هالكة من الهرم والتعجيز . والمعنى : هلكت يداه لأنه فيما يروى : أخذ جحرا ليرمي به رسول الله A . وتب وهلك كله . أو جعلت يداه هالكتين . والمراد : هلاك جملته كقوله تعالى : " بما قدمت يداك " الحج 10 ومعنى : وتب : وكان ذلك وحصل كقوله : .
جزاني جزاه الله شر جزائه ... جزاء الكلاب العاويات وقد فعل .
ويدل عليه قراءة ابن مسعود : وقد تب وروي :