نعم السواك الزيتون من الشجرة المباركى يطيب الفم ويذهب بالحفرة . وسمعته يقول : هي سواكي وسواك النبياء قبلي وعن ابن عباس Bه : هو تينكم هذا وزيتونكم . وقيل : جبلان من الأرض المقدسة ياقل لهما بالسريانية : طورتينا وطورزيتا لأنهما منبتا التين والزيتون . وقيل التين جبال ما بين حلوان وهمذان و الزيتون جبال الشام لأنها منابتهما كأنه قيل : ومنابت التين والزيتون . وأضيف الطور : وهو الجبل إلى سنين : وهي البقعة . ونحو سينون يبرون في جواز الإعراب بالوار والياء والإقرار على الياء وتحريك النون بحركات الإعراب . والبلد : مكة حماها الله والأمين من امن الرجل أمانة فهو أمين . وقيل : أمان كما قيل : كزام في كريم . وأمانته : ان يحفظ من دخله كما يحفظ الأمين ما يؤتمن عليه . ويجوز أن يكون فعيلا بمعنى مفعول من أمنه لأنه مأمون الغوائل كما وصف بالأمن في قوله تعالى " حرم آمنا " القصص : 57 بمعنى ذي أمن : ومعنى القسم بهذه الأشياء : الإبانة عن شرف البقاع المباركة وما ظهر فيها من الخير والبركة بسكنى النبياء والصالحين . فمنبت التين والزيتون مهاجر غبراهيم ومولد عيسى ومنشؤة والطور : المكان الذي نودي منه موسةى . ومكة : مكان البيت الذي هو هدى للعالمين ومولد رسول الله A ومبعثه : " في أحسن تقويم " في أحسن تعديل لشكله وصورته وتسوية لأعضائه . ثم كان عاقبة أمره حين لم يشكر نعمة تلك الخلقة الحسنة القويمة السوية : أن رددناه أسفل من سفل خلقا ونركيبا يعني : أقبح صورة وأشوهه خلقة وهم أصحاب النار أو أسفل من سفل من أهل الدركات . او ثم رددناه بعد ذلك التقويم والتحسين أسفل في حسن الصورة والشكل : حيث نكسناه في خلقه فقوس ظهره بعد اعتداله وابيض شعره بعد سواده وتشنن جلده وكان بضا وكل سمعه وبصره وكانا حديدين وتغير كل شيء منه : فمشيه دليف وصوته خفات وقوته ضعف وشهامته خرف وقرأ عبد الله : أسفل السافلين . فإن قلت : فكيف الاستثناء على المذهبين ؟ قلت : هو على الأول متصل ظاهر الاتصال وعلى الثاني : منقطع . يعني : ولكن الذين كانوا صالحين من الهرمى فلهم ثواب دائم غير منقطع على طاعتهم وصبرهم على ابتلاء الله بالشيخوخة والهرم وعلى مقاساة المشاق والقيام بالعبادة على تخاذل نهوضهم . فغن قلت : " فما يكذبك " من المخاطب به ؟ قلت : هو خطاب للإنسان على طريقة الا لتفات أي : فما يجعلك كاذبا بسبب الدين وإنكاره بعد هذا الدليل يعني انك تكذب إذا كذبت بالجزاء لأن كل مكذب بالحق فهو كاذب فأي شيء يطرك إلى أن تكون كاذبا بسبب تكذيب الجزاء . والباء مثلها في قوله تعالى : " الذين يتولونه والذين هم بهم مسركون " النمل : 1010 ولمعنىك ان خلق الإنسان من نطفة وتويمه بشرا سويا وتدريجه في مراتب الزيادة إلى أن يكمل وستوي ثم تنكيسه إلى أن يبلغ أرذل العمر : لا ترى دليلا أوضح منه على قدرة الخالق وأن من قدر من الإنسان على هذا كله : لم يعجز عن إعادته فما سبب تكذيبك أيها الإنسان بالجزاء بعد هذا الدليل القاطع . وقيل : الخطاب لرسول الله A " أيس الله بأحكم الحاكمين " وعي للكفار وأنه يحكم عليهم بما هم أهله . وعن النبي A : أنه كان إذا قرأها قال : بلى وأنا على ذلك من الشاهدين عن رسول الله A : من قرأ سورة والتين أعطاه الله خصلتين : العافية واليقين ما دام في دار الدنيا وإذا مات أعطاه الله من الأجر بعدد من قرأ هذه السورة .
سورة العلق .
مكية و آياتها تسع عشرة .
بسم الله الرحمان الرحيم " اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم "