أنه خرج A ذات يوم وهو يضحك وقول : لن يغلب عسر يسرين قلت : هذا عمل على الظاهر وبناء على قوة الرجاء وان موعد الله لا يحمل إلا على أوفى ما يحتمله اللفظ وأبلغه والقول في أنه يحتمل أن تكون الجملة الثانية تكريرا للأولى كما كرر قوله : " ويل يومئذ للمكذبين " الطور : 11 لتقرير معناها في النفوس وتمكينها في القلوب وكما تكرر المفرد في قولك : جاءني زيد زيد وأن تكون الولى عدة بأن العسر مردوف بيسر لا محالة والثانية عدة مستأنفة بأن العسر متبوع بير فهما يسران على تقدير الاستئناف وإنما كان العسر واحدا لأنه لا يخلو إما أن يكون تعريفه للعهد وهو العسر الذي كانوا فيه فهو هو ؛ لأن حكمه حكم زيد في قولك : إن مع زيد مالا إن مع زيد مالا . وإما أن يكون للجنس الذي علمه لك كل أحد فهو هو أيضا . وأما اليسر فمنكر متناول لعض الجنس فإذا كان الكلام الثاني مستأنفا غير مكرر فقد تناول بعضا غير البعض الول بغير إسكال . فإن قلت : فما المراد باليسرين ؟ قلت : يجوز أن يراد بهما ما تيسر لهم من الفتوح في أيام رسول الله A وما تيسر لهم في أيام الخلفاء وأن يراد يسر الدنيا ويسر الآخرة كقوله تعالى : " قل هل تربصون بنا غلا إحدى الحسنيين " التوبة52وهما حسنى الظفر وحسنى الثواب . فإن قلت : فما معنى هذا التنكير ؟ قلنت : التفخيم كأنه قيل : إن مع العسر يسرا عظيما وأي يسر وهو في مصحف ابن مسعود مرة واحدةز فإن قلت : فإذا ثبت في قراءته غير مكرر فلم قال : والذي نفسي بيده لو كان العسر في جحر لطلبه اليسر حتى يدخل عله إنه لن يغلب عسر يسرين ؟ قلت : كأنه قصد باليسرين : مافي قوله : " يسرا " من معنى التفخيم فتأوله بسر الدارين وذلك يسران في الحقيقة .
" فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب " فإن قلت : فكيف تعلق قوله : " فإذا فرغت فانصب " بما قبله ؟ قلت : لما عدد عليه نعمه السالفة ووعده الآنفة بعثه على الشكر والاجتهاد في العبادة والنصب فيها وأن يواصل بين بعضها وبعض ويتابع ويحرص على أن لا يخلي وقتا من أوقاته منها فإذا فرغ من عبادة ذنبها بأخرى . وعن ابن عباس : فغذا فرغت من صلاتك فاجتهد في الدعاء . وعن الحسن : فإذا فرت من الغزو فاجتهد في العبادة . وعن مجاهد : فإذا فرغت من دنياك فانصب في صلاتك . وعن الشعبي : انه رأى رجلا يشيل حجرا فقال : ليس بهذا أمر الفارغ وقعود الرجل فارغا من غير شغل أو اشتغاله بما لا يعنيه في دينه أو دنياه : من سفه الرأي وسخافة العقل واستيلاء الغفلة ولقد قال عمر Bه : إني لأكره أن أرى أحدكم فارغا سهللا لا في عمل دنيا ولا في عمل آخرةى . وقرأ أبو السمال : فرغت - بكسر الراء - وليست بفصيحة . ومن البدع : ما روى عن بعض الرافضة أنه قرأ : فانصب بكسر الصاد أي : فانصب عليا للإمامة ؛ ولو صح هذا للرافضي لصح للناصبي أن يقرأ هكذا ويجعله أمرا بالنصب الذي هو بغض علي وعداوته " وإلى ربك فارغب " واجعل رغبتك إليه خصوصا ولا تسأل إلا فضله متوكلا عليه . وقرئ : فرغب أي : رغب الناس إلى طلب ما عنده .
عن النبي A : من قرأ ألم نشرح فكأنما جاءني وأنا مغتم ففرج عني .
سورة التين .
مكية وآياتها ثمان .
بسم الله الرحمان الرحيم " والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون فما يكذبك بعد بالدين أليس الله لأحكم الحاكمين " أقسم بهما لأنهما عجيبان من بين أصناف الأشجار المثمرة وروي : أنه أهدي لرسول الله A طبق من تين فأكل منه وقال لأصحابه : كلوا فلو قلت إن فاكهة نزلت من لجنة لقلت هذه لأن فاكهة الجنة بلا عجم فكلوها . فغنها تقطع البواسير وتنفع من النقرس . ومر معاذ بن جبل بشجرة الزيتون فأخذ منها قضيبا واستك به وقال : سمعت ريول الله A يقول :