أقسم بالفجر كما أقسم بالصبح في قوله : " والصبح إذا أسفر " المدثر : 34 ، " والصبح إذا تنفس " التكوير : 18 ، وقيل : بصلاة الفجر . وأراد بالليالي العشر : عشر ذي الحجة . فإن قلت : فما بالها منكرة من بين ما أقسم به ؟ قلت : لأنها ليال مخصوصة من بين جنس الليالي العشر بعض منها . أو مخصوصة بفضيلة ليست لغيرها . فإن قلت : فهلا عرفت بلام العهد لأنها ليال معلومة معهودة ؟ قلت : لو فعل ذلك لم تستقل بمعنى الفضيلة الذي في التكير ؛ ولأن ليال معلومة معهودة ؟ قلت : لو فعل ذلك لم تستقل بمعنى الفضيلة الذي في التنكير ؛ ولأن الأحسن أن تكون اللامات منتجانسة ليكون الكلام أبعد من الأغاز والتعمية وبالشفع والوتر : إما الأشياء كلها شفعها ووترها وإما شفع هذه الليالي وترها . ويجوز أن يكون شفعها يوم النحر ووترها يوم عرفة لأنه تاسع أيامها وذاك عاشرها وقد .
روي عن النبي A انه فسرهما بذلك . وقد أكثروا في الشفع والوتر حتى كادوا يستوعبون أجناس ما يقعان فيه وذلك قليل الطائل جدير بالتهلي عنه وبعد ما أقسم بالليالي المخصوصة أقسم بالليل على العموم " إذا يسر " إذا يمضي ؛ كقوله : " والليل إذ أدبر " المدثر : 33 ، والليل إذا عسعس التكوير : 17 ، وقرئ والوتر بفتح الواو وهما لغتان كالحبر والحبر في العدد وفي الترة : الكسر وحده . وقرئ الوتر بفتح الواو وكسر التاء : رواها يونس عن أبي عمرو وقرئ والفجر والوتر ويسر : بالتنوين وهوالتنوين الذي يقع بدلا من حرف الإطلاق . وعن ابن عباس : وليال عشر بالإضافة يريد : وليال أيام عشر . وياء " يسر " تحذف في الدرج اكتفاء عنها بالكسرة وأما في الوقف فتحذف مع الكسرة وقيل : معنى يسري يسري فيه " هل في ذلك " أي فيما أقسمت به من هذه الأشياء " قسم " أي مقسم به " لذى حجر " يريد : هل يحق عنده أن تعظم بالإقسام بها . أو : هل في إقسامي بهاإقسام لذي حجر أي : هل هو قسم عظيم يؤكد بمثله المقسم عليه . والحجر : العقل ؛ لأنه يحجر عن التهافت فيما لا ينبغي كما سمى عقلا ونهية ؛ لأنه يعقل وينهى . وحصاة : من الإحصاء وهو الضبط وقال الفراء : يقال : إنه لذو حجر إذا كان قاهرا لنفسه ضابطا لها ؛ والمقسم عليه محذوف وهو ليعذ بن يدل عليه قوله : " فصب علهم ربك سوط عذاب " الفجر : 13 .
" ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذى الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوطج عذاب إن ربك لبالمرصاد " قيل لعقب عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح : عاد كما يقال لبني هاشم : هاشم . ثم قيل للأولين منهم عاد الولى وإرم تسمية لهم باسم جدهم ولمن بعدهم : عاد الأخيرة . قال ابن الرقيات : .
مجدا تليدا بناه أوله ... أدرك عادا وقبلها إرما