وقيل : جاء علي بن أبي طالب Bه في نفر من المسلمين فسخر منهم المنافقون وضحكوا وتغامزوا ثم رجعوا إلى أصحابهم فقالوا : رأينا اليوم الأصلع فضحكوا منه فنزلت قبل أن يصل علي إلى رسول الله A " يتغامزون " يغمز بعضهم بعضا ويشيرون بأعينهم " فكهين " ملتذين بذكرهم والسخرية منهم أي : ينسبون المسلمين إلى الضلال " وما أرسلوا " على المسلمين " حافظين " موكلين بهم يحفظون عليهم أحوالهم ويهيمنون على أعمالهم ويشهدون برشدهم وضلالهم ؛ وهذا تهكم بهم . او هو من جملة قول الكفار وإنهم إذا رأوا المسلين قالزا : إن هؤلاء لضالون ؛ وإنهم لم يرسلوا عليهم حافظين إنكارا لصدهم أياهم عن الشرك ودعائهم إلى الإسلام وجدهم في ذلك .
" فليوم الذين ءامنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون " " على الأرائك ينظرون " حال من " يضحكون " أي : يضحكون منهم ناظرين إليهم وإلى ما هم فيه من الهوان والصغار بعد العزة والكبر ومن ألوان العذاب بعد النعيم والترفة : وهم على الأرائك آمنون : وقيل : يفتح للكفار باب إلى الجنة فيقال لهم : اخرجوا إليها ؛ فإذا وصلوا إليها أغلق دونهم يفعل ذلك بهم مرارا فيضحك المؤمنون منهم ثوبه وأثابه : بمعنى إذا جازاه قال اوس : .
سأجزيك أو يجزيك عنى مئوب ... وحسبك أن يثنى عليك وتحمدى .
وقرئ بإدغام اللام في الثاء .
عن رسول اله A : من قرأ سورة المطففين سقاه الله من الرحيق المختوم يوم القيامة .
سورة الانشقاق .
مكية وآياتها25 .
بسم الله الرحمان الرحيم " إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت وإذا الأرض مدت والقت ما فيها وتخلت وأذنت لرها وحقت " حذف جواب إذا ليذهب المقدر كل مذهب أو اكتفاء بماعلم في مثلها من سورتي التكوير والانفطار . وقيل : جوابها ما دل عليه فملاقيه أي إذا السماء انشقت لاقى الإنسان كدحه . ومعناه : إذا انشقت بالغمام كقوله تعالى : " ويموم تشقق السماء بالغمام " الفرقان : 25 ، وعن علي Bه : تنشق من المجرة أذن له : استمع له . ومنه قوله E : ما أذن الله لشيء كأذنه لنبي يتغنى بالقرآن . وقول حجاف بن حكيم : " اذنت لكم لما سمعت هريركم والمعنى : أنها فعلت في انقادها لله حين أراد انشقاقها فعل المطواع الذي إذا ورد عليه الأمر من جهة المطاع أنصت له وأذعن ولم يأب ولم يمتنع كقوله : " أتينا طائعين " فصلت : 11 ، " وحقت " من قولك هو محقوق بكذا وحقيق به يعني : وهي حقيقة بأن تنقاد ولا تمنتنع . ومعناه الإيذان بأن القادر بالذات يجب أن يتأتى له كل مقدور ويحق ذلك " مدت " من مد الشيء فامتد : وهو ان تزال جبالها وآكامها وكل أمت فيها حتى تمتد وتنبسط ويتوي ظهرها كما قال تعالى : " قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا " طه : 106 - 107 ، وعن ابن عباس Bهما : مدت مد الأديم العكاظي ؛ لأن الأديم إذا مد زال كل انثناء فيه وأمت واستوى أو من مده بمعنى أمده أي : زيدت سعة وبسطة " وألقت ما فيها " ورمت بما في جوفها مما دفن فيها من الموتى والكنوز " وتخلت " غاية الخلو حتى لم يبق شيء في باطنها كأنها تكلفت أقصى جهدها في الخلو كما ياقل : تكرم الكريم وترحم الرحيم : إذا بلغا جهدهما في الكرم والرحمة وتكلفا فوق ما في طبعهما " وأذنت لربها " في إلقاء ما في بطنها وتخليها .
" يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه فأما من أوتى كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا وأما من اوتى كتابه وراء ظهره فسوف يدعوا ثبورا ويصلى سعيرا إنه كان في أهله مسرورا إنه ظن أن لن يجور بلآ إن ربه كان به بصيرا " الكدح : جهد النفس في العمل والكد فيه حتى يؤثر فيها من كدح جله : إذا خدشه ومعنى " كادح إلى ربك " جاهد إلى لقاء ربك وهو الموت وما بعده من الحال الممثلة باللقاء " فملاقيه " فملاق له لا محالة لا مفر لك منه وقيل : الضمير في ملاقيه للكدح " يسيرا " سهلا هينا لا يناقش فيه ولا يعترض بما سوءه ويشق عليه كما يناقش أصحاب الشمال . وعن عائشة Bها : هو أن يعرف ذنوبه ثم يتجاوز عنه . وعن النبي A أنه قال :