يحشر الناس عراة حفاة فقالت أم سلمة : كيف بالنساء ؟ فقال : شغل الناس يا أم سلمة قالت : وما شغلهم ؟ قال : نشر الصحف فيها مثاقيل الذر ومثاقيل الخردل ويجوز أن يراد : نشرت بين أصحابها أي فرقت بينهم . وعن مرثد بن وداعة : إذا كان يوم القايمة تطايرت الصحف من تحت العرش فتقع صحيفة المؤمن في يده في جنة عالية وتقع صحيفة المافر في يده في سموم وحميم أي مكتوب فيها ذلك وهي صحف غير صحف الأعمال " كشطت " كشفت وأزيلت كما يكشط الإهاب عن الذبيحة والغطاء عن الشيء وقرأ ابن مسعود قشطت واعتقاب الكاف والقاف كثير . يقال : لبكت الثريد ولبقته والكافور والقافور " سعرت " وقدت إيقادا شديدا وقرئ سعرت بالتشديد للمبالغة . قيل : سعرها غضب الله تعلى وخطايا بني آدم " أزلفت " أدنيت من المتقين كقوله تعالى : " وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد " ق : 31 ، قيل : هذه اثنتا عشرة خصلة . ست منها في الدنيا وست في الآخرة . و " علمت " هو عامل النصب في " إذا الشمس كورت " وفيما عطف عليه . فإن قلت : كل نفس تعلم ما أحضرت كقوله : " يوم تجد كل نفس ما علمت من خير محضرا " آل عمرا : 30 لا نفس واحدة فما معنى قوله : " علمت نفس " ؟ قلت : هو من عكس كلامهم الذي يقصدون به الإفراط فيما يعكس عنه . ومنه قوله D : " ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين " الحجز : 2 وعناه : معنى كم وأبلغ منه . وقول القائل : .
قد أترك القرن مصفرا أنامله .
وتقول لبعض قواد العسكر : كم عندك من الفرسان ؟ فيقول : رب فارس عندي . أو لا تعدم عندي فاراسا وعنده المقانب : وقصده بذلك التمادي في تكثير فرسانه . ولكنه أراد إظهار براءته من الزيد وأنه ممن يقلل كثير ما عنده فضلا أن يتزيد فجاء بلفظ التقليل ففهم منه معنى الكثرة على الصحة واليقين وعن ابن مسعود Bه أن قارئا قرأها عنده فلما بلغ " علمت نفس ما أحضرت " قال : وانقطاع ظهرياه .
" فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس واليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس " " الخنس " الرواجع بينا ترى النجم في آخر البرج إذكر راجعا إلى أوله و " الجوار " السيارة . و " الكنس " الغيب من كنس الوحش : إذا دخل كناسه . قيل : هي الدراري الخمسة : بهرام وزحل وعطارد والزهرة والمشتري تجري مع الشمس والقمر وترجع حتى تخفى تحت ضوء الشمس فخنوسها رجوعها : وكنوسها : اختفاؤها تحت ضوء الشمس . وقيل : هيجميع الكواكب تخنس بالنهار فتغيب عن العيون وكنس بالليل : أي تطلع في أماكنها كالوحش في كنسها عسعس الليل وسعسع : إذا أدبر . قال العجاج : .
حتى إذا الصبح لها تنفسا ... وانجاب عنها ليلها وعسعسا .
وقيل عسعس : إذا أقبل ظلامه . فإن قلت : ما معنى تنفس الصبح ؟ قلت : إذا أقبل الصبح : أقبل بإقباله روح ونسيم فجعل ذلك نفسا له على المجاز وقيل : تنفس الصبح .
" إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين " " إنه " الضمير للقرآن " لقول رسول كريم " هو جبريل صلوات الله عليه " ذي قوة " كقوله تعالى : " شديد القوى ذو مرة " النجم : 5 - 6 لما كانت حال المكانة على حسب حال الممكن قال : " عند ذي العرش " ليدل على عظم منزلته ومكانته " ثم " إشارة إلى الظرف المذكور أعني : عند ذي العرش على أنه عند الله مطاع في ملائكته المقربين يصدرون عن أمره ويرجعون إلى رأيه . وقرئ ثم تعظيما للأمانة . وبيانا لأنها أفضل صفاته المعدودة .
" وما صاحبكم بمجنون " " وما صاحبكم " يعني : محمدا A " بمجنون " كما تبهته الكفرة وناهيك بهذا دليلا على دلالة مكان جبريل عليه السلام وفضله على الملائكة ومباينة منزلته لمنزلة أفضل الإنس محمد A إذا وازنت بين الذكرين حين قرن بينهما وقاسيت بين قوله : " إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين " وبين قوله : " وما صاحبكم بمجنون " " ولقد رءاه بالأفق المبين وما هو على الغيب بضنين وما هو يقول شيطان رجيم "