ويروى في الشمس والنجوم : انها تطرح في جهنم ليراها من عبدها كما قال : " إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم " الأنبياء : 98 ، " سيرت " أي على وجه الأرض وأبعدت . أو سيرت في الجو تسيير السحاب كقوله " وهي تمر مر السحاب " النمل : 88 والعشار في جمع عشراء كالنفاس في جمع نفساء : وهي التي أتى على حملها عشرة أشهر ثم هو اسمها إلى أن تضع لتمام السنة وهي أنفس ما تكون عند أهلها وأعزها عليهم " عطلت " تركت مسيبة مهملة . وقيل : عطلها أهلها عن الحلب والصر لاشتغالها بأنفسهم وقرئ عطلت بالتخفيف " حشرت " جمعت من كل ناحية . قال قتادة : يحشر كل شيء حتى الذباب للقصاص . وقيل : إذا قضى بينها ردت ترابا فلا يبقى منها إلا ما فيه سرور لبني آدم وإعجاب بصورته . كالطاووس ونحوه . وعن ابن عباس Bهما : حشرها موتها . يقال : إذا أجحفت السنة بالناس وأموالهم حشرتهم السنة . وقرئ حشرت بالتشديد " سجرت " قرئ بالتخفيف والتشديد من سجر التنور : إذا ملأه بالحطب أي : ملئت وفجر بعضها إلى بعض حتى تعود بحرا واحدا . وقيل : ملئت نيرانا تضطرم لتعذيب أهل النار . وعن الحسن : يذهب ماؤها فلا تبقى فيها قطرة " زوجت " قرنت كل نفس بشكلها وقيل : قرنت الأرواح بالأجساد . وقيل بكتبها وأعمالها . وعن الحسن هو كقوله : " وكنتم أزواجا ثلاثة " الواقعة : 7 وقيل : نفوس المؤمنين بالحور ونفوس الكافرين بالشياطين وأد يئد مقلوب من آد يؤد : إذا أثقل . قال الله تعالى : " ولا يؤده حفظهما " البقرة : 255 ، لأنه إثقال بالتراب : كان الرجل إذا ولدت له بنت فأراد أن يستحييها : ألبسها جبة من صوف أو شعر ترعى له الإبل والغنم في البادية ؛ وإن أراد قتلها تركها حتى إذا كانت سداسية فيقول لأمها : طيبيها وزينيها حتى أذهب بها إلى أحمائها وقد حفر لها بئرا في الصحراء فيبلغ بها البئر فيقول لها : أنظري فيها ثم يدفعها من خلفها ويهيل عليهاالتراب حتى تستوي البئر بالأرض . وقيل : كانت الحامل إذا أقربت حفرة فتمخضت على رأس الحفرة ؛ فإذا ولدت بنتا رمت بها في الحفرة وإن ولدت ابنا حبسته فإن قلت : ما حملهم على وأد البنات ؟ قلت : الخوف من لحوق العار بهم من أجلهن . أو الخوف من الإملاق كما قال اله تعالى : " ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق " الإسراء : 31 ، وكانوا يقولون : إن الملائكة بنات الله فألحقوا البنات به فهو أحق بهن . وصعصعة بن ناجية ممن منعالوأد ؛ فبه افتخر الفرزدق في قوله : .
ومنا الذي منع الوائدات ... فأحيا الوئيد فلم توأد .
فإن قلت : فما معنى سؤال المؤودة عن ذنبها الذي قتلت به ؛ ولا سئل الوائد عن موجب قتله لها ؟ قلت : سؤالها وجوابها تبكيت لقاتلها نحو التبكيت في قوله تعالى لعيسى : " أأنت قلت للناس... " إلى قوله : " ... سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق " المائدة : 116 ، وقرئ سألت أي : خاصمت عن نفسها وسألت الله أوقاتلها ؛ وإنما قيل " قتلت " بناء على أن الكلام إخبار عنها ؛ ولو حكى ما خوطبت به حين شئلت . فقيل : قتلت أو كلاهما حين سئلت لقيل : قتلت . وقرأ ابن عباس رضي عنهما : قتلت على الحكاية وقرئ قتلت بالتشديد وفيه دليل بين على أن أطفال المشركين لا يعذبون وعلى أن التعذيب لا يستحق إلا بالذنب وإذا بكت الله الكافر ببراءة الموؤدة من الذنب : فما أقبح به وهو الذي لا يظلم مثقال ذرة أن يكر عليها بعد هذا التبكيت فيفعل بها ما تنسى عنده فعل المبكت من العذاب الشديد السرمد وعن ابن عباس Bهما أنه سئل عن ذلك فاحتج بهذه الآية نشرت قرئ بالتخفيف والتشديد يريد : صحف الأعمال تطوى صحيفة الإنسان عند موته ثم تنشر إذا حوسب . عن قتادة : صحيفتك يا ابن آدم تطوى على عملك ثم تنشر يوم القيامة فلينظر رجل ما يملي في صحيفته وعن عمر Bه أنه كان إذا قرأها قال : إليك يساق الأمر يا ابن آدم . وعن النبي A أنه قال :