" إياكم وهاتين اللعبتين المشؤمتين فإنهما من ميسر العجم " وعن علي Bه : أن النرد والشطرنج من الميسر . وعن ابن سيرين : كل شيء فيه خطر فهو من الميسر . والمعنى : يسألونك عما في تعاطيهما بدليل قوله تعالى : " قل فيهما إثم كبير " " وإثمهما " وعقاب الإثم في تعاطيهما " أكبر من نفعهما " وهو الالتذاذ بشرب الخمر والقمار والطرب فيهما والتوصل بهما إلى مصادقات الفتيان ومعاشرتهم والنيل من مطاعمهم ومشاربهم وأعطياتهم وسلب الأموال بالقمار والافتخار على الأبرام . وقرئ : إثم كبير - بالثاء - وفي قراءة أبي : وإثمهما أقرب . ومعنى الكثرة : أن أصحاب الشرب والقمار يقترفون فيهما الآثام من وجوه كثيرة " العفو " نقيض الجهد ؛ وهو أن ينفق ما لا يبلغ إنفاقه منه الجهد واستفراغ الوسع قال : .
خذي العفو مني تستديمي مودتي .
ويقال للأرض السهلة : العفو . وقرئ بالرفع والنصب . وعن النبي A .
أن رجلا أتاه ببيضة من ذهب أصابها في بعض المغازي فقال : خذها مني صدقة فأعرض عنه رسول الله A فأتاه من الجانب الأيمن فقال مثله فأعرض عنه ثم أتاه من الجانب الأيسر فأعرض عنه ؛ فقال : هاتها مغضبا فأخذها فخذفه بها خذفا لو أصابه لشجه أو عقره ثم قال : " يجيء أحدكم بماله كله يتصدق به ويجلس يتكفف الناس ! .
إنما الصدقة عن ظهر غنى " . " في الدنيا والآخرة " إما أ يتعلق بتتفكرون فيكون المعنى : لعلكم تتفكرون فيما يتعلق بالدارين ؛ فتأخذون بما هو أصلح لكم ؛ كما بينت لكم أن العفو أصلح من الجهد في النفقة أو تتفكرون في الدارين فتؤثرون أبقاهما وأكثرهما منافع . ويجوز أن يكون إشارة إلى قوله : " وإثمهما أكبر من نفعهما " لتتفكروا في عقاب الإثم في الآخرة والنفع في الدنيا . حتى لا تختاروا النفع العاجل على النجاة من العقاب العظيم . وإما أن يتعلق " يبين " على معنى : يبين لكم الآيات في أمر الدارين وفيما يتعلق بهما لعلكم تتفكرون لما نزلت " إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما " النساء : 10 ، اعتزلوا اليتامى وتحاموهم وتركوا مخالطتهم والقيام بأموالهم والاهتمام بمصالحهم فشق ذلك عليهم وكاد يوقعهم في الحرج . فقيل " إصلاح لهم خير " أي مداخلتهم على وجه الإصلاح لهم ولأموالهم خير من مجانبتهم " وإن تخالطوهم " وتعاشروهم ولم تجانبوهم " ف " هم " إخوانكم " في الدين ومن حق الأخ أن يخالط أخاه وقد حملت المخالطة على المصاهرة " والله يعلم المفسد من المصلح " أي لا يخفى على الله من داخلهم بإفساد وإصلاح فيجازيه على حسب مداخلته فاحذروه ولا تتحروا غير الإصلاح " ولو شاء الله لأعنتكم " لحملكم على العنت وهو المشقة وأحرجكم فلم يطلق لكم مداخلتهم . وقرأ طاوس : قل إصلاح إليهم . ومعناه إيصال الصلاح وقرئ : لعنتكم بطرح الهمزة وإلقاء حركتها على اللام وكذلك " فلا إثم عليه " البقرة : 173 . " إن الله عزيز " غالب يقدر على أن يعنت عباده ويحرجهم ولكنه " حكيم " لا يكلف إلا ما تتسع فيه طاقتهم .
" ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعوا إلى الجن والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون " " ولا تنكحوا " وقرئ بضم التاء أي لا تتزوجوهن أو لا تزوجوهن . و " المشركات " الحربيات والآية ثابتة . وقيل : المشركات الحربيات والكتابيات جميعا لأن أهل الكتاب من أهل الشرك لقوله تعالى : " وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله " إلى قوله تعالى : " سبحانه عما يشركون " التوبة : 31 ، وهي منسوخة بقوله تعالى : " والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم " المائدة : 5 . وسورة المائدة كلها ثابتة لم ينسخ منها شيء قط . وهو قول ابن عباس والأوزاعي وروي