وصرف لأنه نكرة . ويقال : لقيته سحر : إذا لقيته في سحر يومه " نعمة " إنعاما مفعول له " من شكر " نعمة الله بإيمانه وطاعته " ولقد أنذرهم " لوط عليه السلام " بطشتنا " أخذتنا بالعذاب " فتماروا " فكذبوا " بالنذذر " متشاكين " فطمسنا أعينهم " فمسحناها وجعلناها كسائر الوجه لا يرى لها شق . روى أنهم لما عالجوا باب لوط عليه السلام ليدخلوا قالت الملائكة خلهم يدخلوا " إنا رسل ربك لن يصلوا إليك " هود : 81 فصفقهم جبريل عليه السلام بجناحه صفقة فتركهم يترددون لا يهتدون إلى الباب حتى أخرجهم لوط " فذوقوا " فقلت لهم : ذوقوا على ألسنة الملائكة " بكرة " أول النهار وباكره كقوله : " مشرقين " و " مصبحين " . وقرأ زيد بن علي Bهما : " بكرة " غير منصرفة وتقول : أتيته بكرة وغدوة بالتنوين . إذا أردت التنكير وبغيره إذا عرفت وقصدت بكرة نهارك وغدوته " عذاب مستقر " ثابت قد استقر عليهم إلى أن يفضي بهم إلى عذاب الآخرة . فإن قلت : ما فائدة تكرير قوله " فذوقوا عذابي ونذر . ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مدكر . " ؟ قلت : فائدته ان يجددوا عند استماع كل نبإ من أنباء الأولين ادكارا واتعاظا وأن يستأفنوا تنبها واستيقاظا إذا سمعوا الحث على ذلك والبعث عليه وأن يقرع لهم العصا مرات يقعقع لهم الشن تارات ؛ لئلا يغلبهم السهو ولا تستولي عليهم الغفلة وهكذا حكم التكرير " فبأي آلاء ربكما تكذبان " الرحمن : 13 عند كل نعمة عدها في سورة الرحمن وقوله : " ويل يومئذ للمكذبين " المرسلات : 15 عند كل آية أوردها في سورة المرسلات وكذلك تكرير الأنباء والقصص في أنفسها لتكون تلك العبر حاضرة للقلوب . مصورة للأذهان مذكورة غير منسية في كل أوان .
" ولقد جاء أل فرعون النذر . كذبوا بأياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر . " " النذر " موسى وهرون وغيرهما من الأنبياء لأنهما عرضا عليهم ما انذر به المرسلون . أو جمع نذير وهو الإنذار " بأياتنا كلها " بالآيات التسع " أخذ عزيز " لا يغالب " مقتدر " لا يعجزه شيء .
" أكفاركم خير من أولائكم أم لكم براءة في الزبر . أم يقولون نحن جميع منتصر . سيهزم الجمع ويولون الدبر . بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر . " " أكفاركم " يا أهل مكة " خير من أولائكم " الكفار المعدودين : قوم نوح وهود وصالح ولوط وآل فرعون أي أهم خير قوة وآلة ومكانة في الدنيا . أو أقل كفرا وعنادا يعني : أن كفاركم مثل أولئك بل شر منهم " أم " أنزلت عليكم يا أهل مكة " براءة " في الكتب المتقدمة . أن من كفر منكم وكذب الرسل كان آمنا من عذاب الله فأمنتم بتلك البراءة " نحن جميع " جماعة امرنا مجتمع " منتصر " ممتنع لا نرام ولا نضام . وعن أبي جهل أنه ضرب فرسه يوم بدر فتقدم في الصف وقال : نحن ننتصر اليوم من محمد وأصحابه فنزلت " سيهزم الجمع " عن عكرمة : 1113 لما نزلت هذه الآية قال عمر : أي جمع يهزم فلما رأى رسول الله A يثبت في الدرع ويقول : " سيهزم الجمع " عرف تأويلها " ويولون الدبر " أي الأدبار كما قال : كلوا في بعض بطنكم تعفوا وقرئ : " الأدبار " " أدهى " أشد وأفظع . والداهية : الأمر المنكر الذي لا يهتدي لدوائه " وأمر " من الهزيمة والقتل والأسر . وقرئ : " سنهزم الجمع " .
" إن المجرمين في ضلال وسعر . يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر . إنا كل شيء خلقتاه بقدر . وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر . " " في ضلال وسعر " في هلاك ونيران . أو في ضلال عن الحق في الدنيا ونيران في الآخرة " مس سقر " كقولك : وجد مس الحمى وذاق طعم الضرب ؛ لأن النار إذا أصابتهم بحرها ولفحتهم بإيلامها فكأنها تمسهم مسا بذلك كما يمس الحيوان ويباشر بما يؤذى ويؤلم . وذوقوا : على إرادة القول . وسقر : علم لجهنم . من سقرته النار وصقرته إذا لوحته . قال ذو الرمة : .
إذا ذابت الشمس اتقى صقراتها ... بأفنان مربوع الصريمة معبل