ضمن اسمه تعالى معنى وصف فلذلك علق به الظرف في قوله : في السماء وفي الأرض كما تقول : هو حاتم في طي حاتم في تغلب على تضمين معنى الجواد الذي شهر به كأنك قلت : هو جواد في طي جواد في تغلب . وقرئ وهو الذي في السماء الله وفي الأرض الله ومثله قوله تعالى : " وهو الله في السموات وفي الأرض " الأنعام : 3 ، كأنه ضمن معنى المعبود أو المالك أو نحو ذلك والراجع إلى الموصول محذوف لطول الكلام كقولهم : ما أنا بالذي قائل لك شيئا وزاده طولا أن المعطوف داخل في حيز الصلة . ويحتمل أن يكون " في السماء " صلة الذي وإله خبر مبتدأ محذوف على أن الجملة بيان للصلة . وأن كونه في السماء على سبيل الإلهية والربوبية لا على معنى الاستقرار . وفيه نفي الآلهة التي كانت تعبد في الأرض ترجعون قرئ ضم التاء وفتحها . ويرجعون بياء مضمومة . وقرئ تحشرون بالتاء .
" لا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون " .
ولا يملك آلهتهم الذين يدعون من دون الله الشفاعة كما زعموا أنهم شفعاؤهم عند الله ولكن من " شهد بالحق " وهو توحيد الله وهو يعلم ما يشهد به عن بصيرة وإيقان وإخلاص : هو الذي يملك الشفاعة وهو استثناء منقطع . ويجوز أن يكون متصلا لأن في جملة الذين يدعون من عون الله : الملائكة وقرئ تدعون بالتاء وتدعون بالتاء وتشديد الدال .
" وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون " .
قرئ بالحركات الثلاث وذكر في النصب عن الأخفش أنه حمله على : أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم وقيله : وعنه : وقال قيله . وعطفه الزجاج على محل الساعة كما تقول : عجبت من ضرب زيد وعمرا وحمل الجر على لفظ الساعة والرفع على الابتداء والخبر ما بعده وجوز عطفه على علم الساعة على تقدير حذف المضاف . معناه : وعنده علم الساعة وعلم قيله . والذي قالوه ليس بقوي في المعنى مع وقوع الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه بما لا يحسن اعتراضا ومع تنافر النظم . وأقوى من ذلك وأوجه : أن يكون الجر والنصب على إضمار حرف القسم وحذفه والرفع على قولهم : أيمن الله وأمانة الله ويمين الله ولعمرك ويكون قوله : " إن هؤلاء قوم لا يؤمنون " جواب القسم كأنه قيل : وأقسم بقيله يا رب . أو وقيله يا رب قسمي إن هؤلاء قوم لا يؤمنون " فاصفح عنهم " فأعرض عن دعوتهم يائسا عن إيمانهم وودعهم وتاركهم " وقل " لهم " سلام " أي تسلم منكم ومتاركة " فسوف تعلمون " وعيد من الله لهم وتسلية لرسوله A . والضمير في " وقيله " لرسول الله A وإقسام الله بقيله رفع منه وتعظيم لدعائه والتجائه إليه .
عن النبي A : " من قرأ سورة الزخرف كان ممن يقال له يوم القيامة يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون ادخلوا الجنة بغير حساب " .
سورة الدخان .
مكية .
إلا قوله : " إنا كاشفو العذاب قليلا... " الآية .
وهي سبع وخمسون آية وقيل تسع وخمسون .
بسم اله الرحمن الرحيم .
" حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين رحمة من ربك إنه هو السميع العليم رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنون لا إله إلا هو يحي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين " .
الواو في قوله " والكتاب " واو القسم إن جعلت حم تعديدا للحروف أو اسما للسورة مرفوعا على خبر الابتداء المحذوف واو العطف إن كانت حم مقسما بها . وقوله : " إنا أنزلناه " جواب القسم والكتاب المبين القرآن . والليلة المباركة : ليلة القدر . وقيل : ليلة النصف من شعبان ولها أربعة أسماء : الليلة المباركة وليلة البراءة وليلة الصك وليلة الرحمة وقيل : بينها وبين ليلة القدر أربعون ليلة . وقيل في تسميتها : ليلة البراءة والصك : أن البندار إذا استوفى الخراج من أهله كتب لهم البراءة كذلك الله D يكتب لعباده المؤمنين البراءة في هذه الليلة . وقيل : هي مختصة بخمس خصال : تفريق كل أمر حكيم وفضيلة العبادة فيها قال رسول الله A :