يذكرني حاميم والرمح شاجر ... فهلا تلا حاميم قبل التقدم .
فأعرب حاميم ومنعها الصرف وهكذا كل ما أعرب من أخواتها لاجتماع سببي منع الصرف فيها وهما : العلمية والتأنيث . والحكايه أن تجئ بالقول بعد نقله على استبقاء صورته الأولى . كقولك : دعني من تمرتان إوبدأت بالحمد لله وقرأت : سورة أنزلناها النور : قال : .
وجذنا في كتاب بني تميم ... أحق الخيل بالركض المعار .
قال ذو ! .
الرمة : .
سمعت الناس يتتجعون غيثا ... فقلت لصيدح اتتجعي بلالا .
وقال آخر : .
تنادوا بالرحيل غدا ... وفي ترحالهم نفسي .
وروى منصوبأ ومجرورأ . ويقول أهل الحجاز في استعلام من يقول : رأيت زيدا من زيدا . وقال سيبويه : سمعت من العرب : لا من أين يا فتى . فإن قلت : فما وجه قراءة من قرأ : ص وق ون مفتوحات قلت : الأوجه أن يقال : ذاك نصب وليس بفتح ! .
انما لم يصحبه التنوين لامتناع الصرف على ما ذكرت . وانتصابها بفعل مضمر . نحو : اذكر وقد أجاز سيبويه مثل ذلك في : حم وطس وشى لو قرئ به . وحكى أبو سعيد السيرافي أن بعضهم قرأ : يس . ويجوز أن يقال : حركت لالتقاء الساكنين كما قرأ من قرأ : " ولا الضالين . فإن قلت : هلا زعمت أنها مقسم بها وأنها نصبت قولهم : نعم الله لأفعلن وأي الله لأفعلن على حذف حرف الجر وإعمال فعل القسم وقال ذو الرمة : .
ألارب من قلبي له الله ناصح .
وقال آخر : .
فذاك أمانة الله الثريد .
قلت : إن القرآن والقلم بعد هذه ! .
الفواتح محلوف بهما فلو زعمت ذلك لجمعت بين قسمين على مقسم واحد وقد استكرهوا ذلك . قال الخليل في قوله D : " والليل إذا يغشى والنهار إذاتجلى وما خلق الذكر والأنثى " الليل : الواوان الأخريان ليستا بمنزلة الأولى ولكنهما الواوان اللتان تضمان الأسماء إلى الأسماء في قولك : مررت بزيد وعمرو والأولى بمنزلة الباء والتاء قال سيبويه : قلت للخليل : فلم لا تكون الأخريان . بمنزلة الأولى . فقال : إنما أقسم بهذه الأشياء على شيء ولو كان انقضى قسمه بالأول على شيء لجاز أن يستعمل كلاما آخر فيكون كقولك بالله لأفعلن بالله لأخرجن اليوم ولا يقوى أن تقول : وحقك وحق زيد لأفعلن . والواو الأخيرة واو قسم لا يجوز إلا مستكرها قال : وتقول وحياتي ثم حياتك لأفعلن فثم ههنا بمنزلة الواو . هذا ولا سبيل فيما نحن بصدده إلى أن تجعل الواو للعطف لمخالفة الثاني الأول في الإعراب . فإن قلت : فقدرها مجرورة بإضمار الباء القسمية لا بحذفها فقد جاء عنهم : الله لأفعلن مجرورا ونظيره قولهم : لاه أبوك غير أنها فتحت في موضع الجر لكونها غير مصروفة واجعل الواو للعطف حتى يستتب لك المصير إلى نحو ما أشرت إليه . قلت : هذا لا يبعد عن الصواب ويعضده ما رووا عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال : أقسم الله بهذه الحروف