" قال فالحق والحق أقول لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين " قرىء : " فالحق والحق " منصوبين على أن الأول مقسم به كالله في : .
إن عليك الله أن تبايعا .
وجوابه " لأملأن " والحق أقول : اعتراض بين المقسم به والمقسم عليه ومعناه : ولا أقول إلا الحق . والمراد بالحق : إما اسمه عز وعلا الذي في قوله : " إن الله هو الحق المبين " النور : 25 ، أو الحق الذى هو نقيض الباطل : عظمه الله بإقسامه به . ومرفوعين على أن الأول مبتدأ محذوف الخبر كقوله : لعمرك أي : فالحق قسمي لأملأن . والحق أقول أي : أقوله كقوله كله لم أصنع ومجرورين : على الأول مقسم به قد اضمر حرف قسمه كقولك : الله لأفعلن . والحق أقول أي : ولا أقول إلا الحق على حكاية لفظ المقسم به . ومعناه : التوكيد والتشديد . وهذا الوجه جائز في المنصوب والمرفوع أيضا . وهو وجه دقيق حسن . وقرىء : برفع الأول وجره مع نصب الثاني وتخريجه على ما ذكرنا " منك " من جنسك وهم الشياطين " وممن تبعك منهم " من ذرية آدم فإن قلت : " أجمعين " تأكيد لماذا ؟ قلت : لا يخلو أن يؤكد به الضمير في منهم أو الكاف في منك مع من تبعك . ومعناه : لأملأن جهنم من المتبوعين والتابعين أجمعين لا أترك منهم أحدا . أو لأملأنها من الشياطين وممن تبعهم من جميع الناس لا تفاوت في ذلك بين ناس وناس بعد وجود الأتباع منهم من أولاد الأنبياء وغيرهم .
" قل ما أسئلكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين إن هو إلا ذكر للعلمين ولتعلمن نبأه بعد حين " " عليه من أجر " الضمير للقرآن أو للوحي " وما أنا من المتكلفين " من الذين يتصنعون ويتحلون بما ليسوا من أهله وما عرفتموني قط متصنعا ولا مدعيا ما ليس عندي حتى أنتحل النبوة وأتقول القرآن " إن هو إلا ذكر " من الله " للعلمين " للثقلين . أوحى إلي فأنا أبلغه . وعن رسول الله A : " للمتكلف ثلاث علامات : ينازع من فوقه ويتعاطى ما لا ينال ويقول ما لايعلم " " ولتعلمن نبأه " أي : ما يأتيكم عند الموت أو يوم القيامة أو عند ظهور الإسلام وفشوه من صحة خبره وأنه الحق والصدق . وفيه تهديد .
عن رسول الله A : " من قرأ سورة ص كان له بوزن كل جبل سخره الله لداود عشر حسنات وعصمه أن يصر على ذنب صغير أو كبير " .
سورة الزمر .
مكيةإلا قوله : .
قل يا عبادي الذين أسرفوا... " الآية .
وتسمى سور الغرف .
وهي خمس وسبعون آية . وقيل : ثنتان وسبعون آية .
بسم اله الرحمن الرحيم .
" تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كذب كفار لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحنه وهو الله الوحد القهار "