وعن الضحاك : في المنحر الذي ينحر فيه اليوم . فإن قلت : أين جواب لما ؟ قلت : هو محذوف تقديره : فلما أسلما وتله للجبين " وندينه أن يإبرهيم قد صدقت الرؤيا " كان ما كان مما ينطق به الحال ولا يحيط به الوصف من استبشارهما واغتباطهما وحمدهما لله وشكرهما على ما أنعم به عليهما من دفع البلاء العظيم بعد حلوله وما اكتسبا في تضاعيفه بتوطين الأنفس عليه من الثواب والأعواض ورضوان الله الذي ليس وراءه مطلوب وقوله : " إنا كذلك نجزي المحسنين " تعليل لتخويل ما خولهما من الفرج بعد الشدة والظفر بالبغية بعد اليأس " البلؤا المبين " الاختبار البين الذي يتميز فيه المخلصون من غيرهم . أو المحنة البينة الصعوبة التي لا محنة أصعب منها . الذبح : اسم ما يذبح . وعن ابن عباس Bهما : هو الكبش الذي قربه هابيل فقبل منه وكان يرعى في الجنة حتى فدى به إسماعيل . وعن الحسن : فدى بوعل أهبط عليه من ثبير . وعن ابن عباس : لو تمت تلك الذبيحة لكانت سنة وذبح الناس أبناءهم " عظيم " ضخم الجثة سمين وهي السنة في الأضاحي . وقوله عليه السلام . " استشرفوا ضحاياكم فإنها على الصراط مطاياكم " وقيل : لأنه وقع فداء عن ولد إبراهيم . وروى أنه هرب من إبراهيم عليه السلام عند الجمرة فرماه بسبع حصيات حتى أخذه فبقيت سنة في الرمي وروى أنه رمى الشيطان حين تعرض له بالوسوسة عند ذبح ولده . وروى أنه لما ذبحه قال جبريل : الله أكبر الله أكبر فقال الذبيح : لا إله إلا الله والله أكبر فقال إبراهيم عليه السلام : الله أكبر ولله الحمد فبقي سنة وحكي في قصة الذبيح أنه حين أراد ذبحه قال : يا بني خذ الحبل والمدية وانطلق بنا إلى الشعب نحتطب فلما توسط شعب ثبير أخبره بما أمر . فقال له اشدد رباطي لا أضطرب واكفف عني ثيابك لا ينتضح عليها شيء من دمي فينقص أجري وتراه أمي فتحزن واشذ شفرتك وأسرع إمرارها على حلقي حتى تجهز علي ليكون أهون فإن الموت شديد واقرأ على أمي سلامي وإن رأيت أن ترد قميصي على أمي فافعل فإنه عسى أن يكون أسهل لها فقال إبراهيم عليه السلام : نعم العون أنت يا بني على أمر الله ثم أقبل عليه يقبله وقد ربطه وهما يبكيان ثم وضع السكين على حلقه فلم تعمل . لأن الله ضرب صفيحة من نحاس على حلقه فقال له : كبني على وجهي فإنك إذا نظرت وجهي رحمتني وأدركتك رقة تحول بينك وبين أمر الله ففعل ثم وضع السكين على قفاه فانقلب السكين ونودي : يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا فنظر فإذا جبريل عليه السلام معه كبش أقرن أملح فكبر جبريل والكبش وابراهيم وابنه وأتى المنحر من منى فذبحه . وقيل : لما وصل موضع السجود منه إلى الأرض جاء الفرج . وقد استشهد أبو حنيفة C بهذه الآية فيمن نذر ذبح ولده : أنه يلزمه ذبح شاة فإن قلت : من كان الذبيح من ولديه ؟ قلت : قد اختلف فيه فعن ابن عباس وابن عمر ومحمد بن كعب القرظي وجماعة من التابعين : أنه إسماعيل . والحجة فيه : أن رسول الله A قال : " أنا ابن الذبيحين " وقال له أعرابي : يا ابن الذبيحين فتبسم فسئل عن ذلك فقال : إن عبد المطلب لما حفر بئر زمزم نذر لله : لئن سهل الله له أمرها ليذبحن أحد ولده فخرج السهم على عبد الله فمنعه أخواله وقالوا له افد ابنك بمائة من الإبل ففداه بمائة من الإبل والثاني إسماعيل وعن محمد بن كعب القرظي قال : كان مجتهد بني إسرائيل يقول إذا دعا : اللهم إله إبراهيم وإسماعيل وإسرائيل فقال موسى عليه السلام : يا رب ما لمجتهد بني إسرائيل إذا دعا قال : اللهم إله إبراهيم وإسماعيل وإسرائيل وأنا بين أظهرهم فقد أسمعتني كلامك واصطفيتني برسالتك ؟ قال : يا موسى لم يحبني أحد حب إبراهيم قط ولا خير بيني وبين شيء قط إلا اختارني