ومن قصد إلى أن يكمل عشرة أبيات في وصف السيف فليس من حكمه أن يأتي بأشياء منقولة وأمور مذكورة وسبيله أن يغرب ويبدع كما أبدع المتنبي في قوله .
سله الركض بعد وهن بنجد ... فتصدى للغيث أهل الحجاز .
هذا في باب صقاله وأضوائه وكثرة مائه وكقوله .
ريان لو قذف الذي أسقيته ... لجرى من المهجات بحر مزبد .
وقوله مصغ إلى حكم الردي - إن تأملته - مقلوب كان ينبغي أن يقول يصغي الردى إلى حكمه كما قال الآخر .
فالسيف يأمر والأقدار تنتظر ... .
وقوله وإذا قضي لم يعدل متكرر على ألسنتهم في الشعر خاصة في نفس هذا المعنى .
والبيت الثالث سليم وهو كالأولين في خلوه عن البديع .
فأما قوله .
فإذا أصاب فكل شيء مقتل ... وإذا أصيب فما له من مقتل .
وكأنما سود النمال وحمرها ... دبت بأيد في قراه وأرجل .
البيت الأول يقصد بمثله صنعه اللفظ وهو في المعنى متفاوت لأن