ثم أشار في هذه السورة إلى القرون المكذبة وإهلاكهم كما أشار في الأنعام إلى ذلك ثم أفصح عن هذه الإشارة في السورة التي تليها وهي الشعراء بالبسط التام والتفصيل البالغ كما أوضح تلك الإشارة التي في الأنعام وفصلها في سورة الأعراف التي تليها .
فكانت هاتان السورتان الفرقان والشعراء في المثاني نظير تينك السورتين الأنعام والأعراف في الطوال واتصالهما بآخر النور نظير اتصال تلك بآخر المائدة المشتملة على فصل القضاء .
ثم ظهر لي لطيفة أخرى وهي أنه إذا وقعت سورة مكية بعد سورة مدنية افتتح أولها بالثناء على الله كالأنعام بعد المائدة والإسراء بعد النحل وهذه بعد النور وسبأ بعد الأحزاب والحديد بعد الواقعة وتبارك بعد التحريم لما في ذلك من الإشارة إلى نوع استقلال وإلى الإنتقال من نوع إلى نوع .
سورة الشعراء .
أقول وجه اتصالها بسورة الفرقان أنه تعالى لما أشار فيها إلى قصص مجملة بقوله ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا فقلنا