ولو أخرت براءة عن هذه السور الست المناسبة جدا بطولها لجاءت بعد عشر سور أقصر منها بخلاف وضع سورة النحل بعد الحجر فإنها ليست كبراءة في الطول .
ويشهد لمراعاة الفواتح في مناسبة الوضع ما ذكرنا من تقديم الحجر على النحل لمناسبة ذوات الر قبلها وما تقدم من تقديم آل عمران على النساء وإن كانت أقصر منها لمناسبة البقرة مع الافتتاح ب الم وتوالى الطواسين والحواميم وتوالى العنكبوت والروم والقمر والسجدة لافتتاح كل ب الم ولهذا قدمت السجدة على الأحزاب التي هي أطول منها .
هذا ما فتح الله به .
وأما ابن مسعود فقدم في مصحفه البقرة على النساء وآل عمران والأعراف والأنعام والمائدة ويونس فراعى الطوال وقدم الأطول فالأطول ثم ثنى بالمئين فقدم براءة ثم النحل ثم هود ثم يوسف ثم الكهف وهكذا الأطول فالأطول وذكر الأنفال بعد النور .
ووجه مناسبتها لها أن كلا منهما مدنية ومشتملة على أحكام وأن في النور وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم 55 الآية وفي الأنفال واذكروا إذ أنتم مستضعفون في الأرض تخافون 26 الآية ولا يخفى ما بين الآيتين من المناسبة فإن الأولى مشتملة على الوعد بما حصل وذكر به في الثانية فتأمل