والضالين بالنصارى وقد ذكروا في سورة الفاتحة على حسب ترتيبهم في الزمان فعقب بسورة البقرة وجميع ما فيها من خطاب أهل الكتاب لليهود خاصة وما وقع فيها من ذكر النصارى لم يقع بذكر الخطاب .
ثم عقبت البقرة بسورة آل عمران وأكثر ما فيها من خطاب أهل الكتاب للنصارى فإن ثمانين آيه من أولها نازلة في وفد نصارى نجران كما ورد في سبب نزولها وختمت بقوله وان من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله 199 وهي في النجاشي وأصحابه من مؤمني النصارى كما ورد به الحديث وهذا وجه بديع في ترتيب السورتين كأنه لما ذكر في الفاتحة الفريقين قص في كل سورة مما بعدها حال كل فريق على الترتيب الواقع فيها ولهذا كان صدر سورة النساء في ذكر اليهود وآخرها في ذكر النصارى .
الوجه الثالث أن سورة البقرة أجمع سور القرآن للأحكام والأمثال ولهذا سميت في أثر فسطاط القرآن الذي هو المدينة الجامعة فناسب تقديمها على جميع سوره .
الوجه الرابع أنها أطول سورة في القرآن وقد افتتح بالسبع الطوال فناسب البداءة بأطولها