ثم ذكر ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك 145 وهم المغضوب عليهم والضالون الذين حادوا عن طريقهم ثم أخبر بهداية الذين آمنوا الى طريقهم ثم قال والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم 213 فكانت هاتان الآيتان تفصيل إجمال اهدنا الصراط المستقيم الى آخر السورة .
وأيضا قوله أول السورة هدى للمتقين 2 الى آخره في وصف الكتاب إخبار بأن الصراط الذي سألوا الهداية إليه هو ما تضمنه الكتاب وإنما يكون هداية لمن اتصف بما ذكر من صفات المتقين ثم ذكر أحوال الكفرة ثم أحوال المنافقين وهم من اليهود وذلك تفصيل لمن حاد عن الصراط المستقيم ولم يهتد بالكتاب .
وكذلك قوله هنا قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط 136 الآية فيه تفصيل النبيين المنعم عليهم وقال في آخرها لا نفرق بين أحد منهم 136 تعريفا بالمغضوب عليهم والضالين الذين فرقوا بين الأنبياء ولذلك عقبها بقوله فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا 137 أي الى الصراط المستقيم صراط المنعم عليهم كما اهتديتم فهذا ما ظهر لي والله أعلم بأسرار كتابه .
الوجه الوجه الثاني أن الحديث والإجماع على تفسير المغضوب عليهم باليهود