سورة الكافرون .
أقول وجه اتصالها بما قبلها أنه تعالى لما قال فصل لربك أمره أن يخاطب الكافرين بأنه لا يعبد إلا ربه ولايعبد ما يعبدون وبالغ في ذلك فكرر وانفصل منهم على أن لهم دينهم وله دينه .
سورة النصر .
أقول وجه اتصالها بما قبلها أنه قال في آخر ما قبلها ولى دين فكان فيه إشعار بأنه خلص له دينه وسلم من شوائب الكفار والمخالفين فعقب ببيان وقت ذلك وهو مجيء الفتح والنصر فإن الناس حين دخلوا في دين الله أفواجا فقدتم الأمر وذهب الكفر وخلص دين الإسلام ممن كان يناوئه ولذلك كانت السورة إشارة إلى وفاته صلى الله عليه وسلّم .
وقال الإمام فخر الدين كأنه تعالى يقول لما أمرتك في السورة المتقدمة بمجاهدة جميع الكفار بالتبري منهم وإبطال دينهم جزيتك على ذلك بالنصر والفتح وتكثير الأتباع .
قال ووجه آخر وهو أنه لما أعطاه الكوثر وهو الخير الكثير ناسب تحميله مشقاته وتكاليفه فعقبها بمجاهدة الكفار والتبرى منهم فلما امتثل ذلك أعقبه بالبشارة بالنصر والفتح وإقبال الناس أفواجا إلى دينه وأشار إلى دنو أجله فإنه ليس بعد الكمال إلا الزوال .
توقع زوالا إذا قيل تم