مرفوعا الصراط المستقيم كتاب الله وأخرجه الحاكم في المستدرك عن ابن مسعود موقوفا .
وهذا معنى حسن يظهر فيه سر ارتباط البقرة بالفاتحة .
وقال الخوبي أوائل هذه السورة مناسبة لأواخر سورة الفاتحة لأن الله تعالى لما ذكر أن الحامدين طلبوا الهدى قال قد أعطيتكم ما طلبتم هذا الكتاب هدى لكم فاتبعوه وقد اهتديتم الى الصراط المستقيم المطلوب المسئول .
ثم انه ذكر في أوائل هذه السورة الطوائف الثلاث الذين ذكرهم في الفاتحة فذكر الذين على هدى من ربهم وهم المنعم عليهم والذين اشتروا الضلالة بالهدى وهم الضالون والذين باءوا بغضب من الله وهم المغضوب عليهم انتهى .
أقول قد ظهر لي بحمد الله وجوها من هذه المناسبات .
أحدها أن القاعدة التي استقربها القرآن أن كل سورة تفصيل لإجمال ما قبلها وشرح له وإطناب لإيجازه وقد استقر معي ذلك في غالب سور القرآن طويلها وقصيرها وسورة البقرة قد اشتملت على تفصيل جميع مجملات الفاتحة .
فقوله الحمد لله تفصيله ما وقع فيها من الأمر بالذكر في عدة آيات ومن الدعاء في قوله أجيب دعوة الداع إذا دعان 186 الآيه وفي قوله ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا