بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم الحمد لله الذي أنزل كتابه المجيد على أحسن أسلوب وبهر بحسن أساليبه وبلاغة تركيبه القلوب نزله آيات بينات وفصله سورا وآيات ورتبه بحكمته البالغة أحسن ترتيب ونظمه أعظم نظام بأفصح لفظ وأبلغ تركيب صلى الله على من أنزل اليه لينذر به وذكرى ونزله على قلبه الشريف فنفى عنه الحرج وشرح له صدرا وعلى آله وصحبه مهاجرة ونصرا وبعد .
فإن الله سبحانه من علي بالنظر في مواقع نجومه وفتح لي أبواب النظر فيه الى استخراج ما أودع فيه من علومه فلا أزال أسرح النظر في بساتينه من نوع الى نوع وأستسنح الخاطر في ميادينه فيبلغ الغرض ويرجع وهو يقول لا روع فتقت عن أنواع علومه ولقبتها وأودعت ما أوعيت منها في دواوين وأعيتها ونقبت عن معادن معانيه وأبرزتها وأوقدت عليها نار القريحة وميزتها وألفت في ذلك جامعا ومفردا ومطنبا ومقصدا ومن خلق لشيء فإلى تيسره ومن أحب شيئا أكثر من ذكره .
وأن مما ألفت في تعلقات القرآن كتاب أسرار التنزيل الباحث عن أساليبه المبرز أعاجيبه المبين لفصاحة ألفاظه وبلاغة تراكيبه الكاشف