183 - غبر أهل الكتاب بضم الغين المعجمة وفتح الباء الموحدة المشددة جمع غابر أي بقاياهم كأنها سراب يحطم بعضها بعضا أي لشدة اتقادها وتلاطم أمواج لهبها والحطم الكسر والإهلاك والحطمة من أسماء النار لكونها تحطم ما يلقى فيها رأوه فيها أي علموها له وهي صفته المعلومة للمؤمنين وهي أنه لا يشبهه شيء فارقنا الناس في الدنيا أفقر ما كنا إليهم ولم نصاحبهم قال النووي أنكر عياض هذا الكلام وادعى أنه مغير وليس كما قال بل معناه ظاهر وهو أنهم قصدوا التضرع إلى الله تعالى في كشف الشدة عنهم وأنهم لزموا طاعته تعالى وفارقوا في الدنيا الناس الذين زاغوا عن طاعته من قراباتهم وغيرهم وكانوا محتاجين في معايشهم ومصالح دنياهم إلى معاشرتهم للارتفاق بهم فآثروا رضى الله على ذلك ليكاد أن ينقلب بالقاف والموحدة من الانقلاب أي يرجع عن الصواب من الامتحان الشديد الذي جرى واثبات أن مع كاد لغة فيكشف عن ساق بفتح الياء وضمها وفسر بن عباس الساق هنا بالشدة أي عن شدة وأمر مهول وهو مثل تضربه العرب لشدة الأمر ولهذا يقال قامت الحرب على ساق وأصله أن الإنسان إذا وقع في أمر شديد يقال شمر ساعده وكشف عن ساقه للاهتمام به وقيل الساق هنا نور عظيم قال بن فورك ومعنى ذلك ما يتجدد للمؤمن عند رؤية الله تعالى من الفوائد والألطاف وقيل قد يكون ذلك الساق علامة بينه وبين المؤمنين من ظهور جماعة من الملائكة على خلقة عظيمة لأنه يقال ساق من الناس كما يقال رجل من جراد وقد يكون ساقا مخلوقة جعلها الله تعالى علامة للمؤمنين خارجة عن السوق المعتادة وقيل معناه كشف الخوف وإزالة الرعب وما كان غلب على عقولهم من الأهوال فتطمئن حينئذ نفوسهم عند ذلك ويتجلى لهم فيخرون سجدا طبقة بفتح الطاء والباء قال الهروي الطبق فقار الظهر أي صار فقاره واحدا كالصحيفة وقد تحول في صورته في كثير من الأصول في صورة بغير هاء وهو الذي في الجمع للحميدي والأول أظهر وهو الذي في الجمع لعبد الحق ومعناه قد أزال المانع لهم من رؤيته وتجلى لهم الجسر بفتح الجيم وكسرها الصراط وتحل الشفاعة بكسر الحاء وقيل بضمها أي تقع ويؤذن فيها دحض بالتنوين وداله مفتوحة والحاء ساكنة مزلة بفتح الميم والزاي تفتح وتكسر وهما بمعنى وهو الموضع الذي تزل وتزلق فيه الأقدام ولا تستقر خطاطيف جمع خطاف بضم الخاء وهو بمعنى الكلاليب وحسك بفتح المهملتين شوك صلب من حديد مكدوس بالمهملة ومعناه كون الأشياء بعضها على بعض وروي بالمعجمة ومعناه السوق في استقصاء الحق ضبط على أوجه أحدها استيضاء بمثناة تحتية ثم ضاد معجمة والثاني استضاء بحذف التحتية وهو الموجود في أكثر الأصول والثالث استيفاء بإثبات التحتية وبالفاء بدل الضاد وهو الذي في الجمع لعبد الحق والرابع استقصاء بقاف وصاد مهملة قال النووي معنى الأول والثاني أنكم إذا عرض لكم في الدنيا أمر مهم والتبس الحال فيه وسألتم الله بيانه وناشدتموه في استيضائه وبالغتم فيها لا تكون مناشدة أحدكم بأشد من مناشدة المؤمنين الله في الشفاعة لإخوانهم ومعنى الثالث والرابع ما منكم من أحد يناشد الله في الدنيا في استيفاء حقه واستقصائه وتحصيله من خصمه والمعتدي عليه بأشد من مناشدة المؤمنين الله في الشفاعة لإخوانهم يوم القيامة مثقال دينار من خير قال القاضي معناه هنا اليقين قال والصحيح أنه شيء زائد على مجرد الإيمان لأن مجرد الإيمان الذي هو التصديق لا يتجزأ وإنما يكون التجزء لشيء زائد عليه من عمل صالح أو ذكر خفي أو عمل من أعمال القلب من نية صادقة أو خوف من الله أو شفقة على مسكين وجعل للشافعين دليلا عليه ربنا لم نذر فيها خيرا بسكون التحتية أي صاحب خير شفعت بفتح الفاء فيقبض قبضة معناه يجمع جماعة قد عادوا أي صاروا وليس بلازم في عاد أن يصير في حالة كان عليها قبل ذلك حمما بضم الحاء وفتح الميم الأولى المخففة وهو الفحم واحده حممه نهر بفتح الهاء وتسكن أفواه الجنة جمع فوه بضم الفاء وتشديد الواو المفتوحة على غير قياس وأفواه الأزقة والأنهار أوائلها قال صاحب المطالع كأن المراد في الحديث يفتح من مسالك قصور الجنة ومنازلها ما يكون إلى الشمس أصيفر وأخيضر وما يكون منها إلى الظل يكون في الموضعين تامة يكون أبيض هي فيه ناقصة كاللؤلؤ أي في صفائهم وتلألئهم في رقابهم الخواتيم قال صاحب التحرير هو أشياء من ذهب أو غيره تعلق في أعناقهم علامة يعرفون بها هؤلاء أي يقولون زغبة بضم الزاي وسكون الغين المعجمة وباء موحدة لقب حماد والد عيسى ولا قدم بفتح القاف والدال أي خير فأقر به عيسى أي بقولي له أولا أخبركم الليث بإسنادهما أي حفص بن ميسرة وسعيد بن أبي هلال الراويين في الطريقين السابقين عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد ومراد مسلم أن زيدا رواه عن عطاء عن أبي سعيد ورواه عن زيد بهذا الإسناد ثلاثة من أصحابه حفص وسعيد وهشام فأما روايتا حفص وسعيد فتقدمتا وأما رواية هشام فهي من حيث الإسناد بإسنادهما ومن حيث المتن نحو حديث حفص