وسلم بالمدعين فلما تكلموا رد على المدعى عليه ولما لم يرضوا بأيمانهم من جهة أنهم كفار لا يبالون بذلك عقله من عنده لأنه عاقلة المسلمين وإنما عقله قطعا للنزاع وجبرا لخاطرهم وإلا فاستحقاقهم لم يثبت قوله فوداهم أي أعطى لهم ديته من قبله بكسر القاف وفتح الباء الموحدة أي من عنده ويحتمل أن يراد به من خالص ماله أو من بيت المال .
قوله مربدا لهم المربد بكسر الميم وسكون الراء وفتح الباء الموحدة أي الموضع الذي يجتمع فيه الإبل قوله فركضتني أي رفستني وأراد بهذا الكلام ضبط الحديث وحفظه حفظا بليغا .
وفيه أنه ينبغي للإمام مراعاة المصالح العامة والاهتمام بإصلاح ذات البين وإثبات القسامة وجواز اليمين بالظن وصحة يمين الكافر .
قال الليث حدثني يحيى عن بشير عن سهل قال يحيى حسبت أنه قال مع رافع بن خديج .
أي قال الليث بن سعد حدثني يحيى بن سعيد الأنصاري عن بشير بضم الباء الموحدة وهو المذكور عن قريب عن سهل بن أبي حثمةإلى آخره هذا التعليق وصله مسلم والترمذي والنسائي من حديث الليث به .
وقال ابن عيينة حدثنا يحيى عن بشير عن سهل وحده .
6144 - حدثنا ( مسدد ) حدثنا ( يحيى ) عن ( عبيد الله ) حدثني ( نافع ) عن ( ابن عمر ) Bهما قال قال رسول الله أخبروني بشجرة مثلها مثل المسلم تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ولا تحت ورقها فوقع في نفسي إنها النخلة فكرهت أن أتكلم وثم أبو بكر وعمر فلما لم يتكلما قال النبي هي النخلة فلما خرجت مع أبي قلت يا أبتاه وقع في نفسي إنها النخلة قال ما منعك أن تقولها لو كنت قلتها كان أحب إلي من كذا وكذا قال ما منعني إلا أني لم أرك ولا أبا بكر تكلمتما فكرهت .
أي قال سفيان بن عيينة حدثنا يحيى هو ابن سعيد أيضا عن نافع عن عبد الله بن عمرإلى آخره وهذا التعليق وصله مسلم والنسائي من حديث ابن عيينة وقد مر هذا الحديث عن قريب في باب ما لا يستحي من الحق ومضى أيضا في العلم وإيراد هذا هنا لأجل أن فيه توقير الأكابر .
قوله ولا تحت ورقها أي لا تسقط قوله فكرهت أي التكلم مع وجود الأكابر .
90 - .
( باب ما يجوز من الشعر والرجز والحداء وما يكره منه ) .
أي هذا باب في بيان ما يجوز أن ينشد من الشعر وهو كلام موزون مقفى بالقصد والرجز بفتح الراء والجيم وبالزاي وهو نوع من الشعر عند الأكثرين وقيل ليس بشعر لأنه يقال راجز ولا يقال شاعر وسمي به لتقارب أجزائه وقلة حروفه والحداء بضم الحاء وتخفيف الدال المهملتين يمد ويقصر وحكى الأزهري وغيره كسر الحاء أيضا وهو مصدر يقال حدوت الإبل حداء وإحداء مثل دعوت دعاء ويقال للشمال حد ولأنه يحدو السحاب وهو سوق الإبل والغناء لها وغالبا يكون بالرجز وقد يكون بغيره من الشعر وأول من حدا الإبل عبد لمضر بن نزار بن معد بن عدنان كان في إبل لمضر فقصر فضربه مضر على يده فأوجعه فقال يا يدياه وكان حسن الصوت فأسرعت الإبل لما سمعته في السير فكان ذلك مبدأ الحداء أخرجه ابن سعد بسند صحيح عن طاووس مرسلا وأورده البزار موصولا عن ابن عباس Bهما قوله وما يكره منه أي وفي بيان ما يكره إنشاده من الشعر وهو قسيم قوله ما يجوز .
وقوله تعالى والشعرآء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم فى كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون ( الشعراء 224227 ) ح