مالك الأنصاري وفيه رواية التابعي عن التابعي عن الصحابي .
والحديث تقدم في الجهاد في باب إذا نزل العدو على حكم رجل فإنه أخرجه هناك عن سليمان بن حرب عن شعبة إلى آخره .
قوله نزل أهل قريظة على حكم سعد سيأتي بيان ذلك في الحديث الذي يليه وفي رواية محمد بن صالح بن دينار التمار المدني حكم أن يقتل منهم كل من جرت عليه الموسى قوله فلما دنا أي قرب من المسجد قيل المراد به المسجد الذي كان النبي أعده للصلاة فيه في ديار بني قريظة أيام حصارهم وفي كلام ابن إسحاق ما يدل أنه كان مقيما في مسجد المدينة حتى بعث إليه رسول الله ليحكم في بني قريظة وفيه فلما خرج إلى بني قريظة كان سعد في مسجد المدينة والقول الأول أصح قوله إلى سيدكم أراد أفضلكم رجلا وسيد القوم هو رئيسهم والقائم بأمرهم وفي ( مسند أحمد ) من حديث عائشة فلما طلع يعني سعدا قال النبي قوموا إلى سيدكم فأنزلوه فقال عمر السيد الله معناه هو الذي تحق له السيادة كأنه كره أن يحمد في وجهه وأحب التواضع قوله أو خيركم شك من الراوي قوله وربما قال بحكم الملك بكسر اللام وقال الكرماني وبفتح اللام جبريل عليه السلام الذي ينزل بالأحكام والشك فيه من أحد الرواة أي اللفظتين قال وفي رواية محمد بن صالح المذكور آنفا لقد حكمت اليوم فيهم بحكم الله الذي حكم به من فوق سبع سموات وفي رواية ابن إسحاق من مرسل علقمة بن وقاص لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة والأرقعة بالقاف جمع رقيع وهو من أسماء السماء قيل سميت بذلك لأنها رقعت بالنجوم .
158 - ( حدثنا زكرياء بن يحيى حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة Bها قالت أصيب سعد يوم الخندق رماه رجل من قريش يقال له حبان بن العرقة رماه في الأكحل فضرب النبي خيمة في المسجد ليعوده من قريب فلما رجع رسول الله من الخندق وضع السلاح واغتسل فأتاه جبريل عليه السلام وهو ينفض رأسه من الغبار فقال قد وضعت السلاح والله ما وضعته اخرج إليهم قال النبي فأين فأشار إلى بني قريظة فأتاهم رسول الله فنزلوا على حكمه فرد الحكم إلى سعد قال فإني أحكم فيهم أن تقتل المقاتلة وأن تسبى النساء والذرية وأن تقسم أموالهم قال هشام فأخبرني أبي عن عائشة أن سعدا قال اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إلي أن أجاهدهم فيك من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبقني له حتى أجاهدهم فيك وإن كنت وضعت الحرب فافجرها واجعل موتتي فيها فانفجرت من لبته فلم يرعهم وفي المسجد خيمة من بني غفار إلا الدم يسيل إليهم فقالوا يا أهل الخيمة ما هذا الذي يأتينا من قبلكم فإذا سعد يغذو جرحه دما فمات منها Bه ) .
مطابقته للترجمة ظاهرة وزكريا بن يحيى بن صالح البلخي الحافظ الفقيه وهو من أفراده وهشام هو ابن عروة بن الزبير بن العوام والحديث مر في الصلاة في باب الخيمة في المسجد للمرضى فإنه أخرجه هناك بأخصر منه بعين هذا الإسناد عن زكريا بن يحيى إلى آخره قوله أصيب سعد وهو سعد بن معاذ بن النعمان الأنصاري الأوسي الأشهلي قوله حبان بكسر الحاء المهملة وتشديد الباء الموحدة ابن العرقة بفتح العين المهملة وكسر الراء وبالقاف والعرقة أمه وهي بنت سعيد بن سعد بن سهم وأبوه قيس من بني معيص بن عامر بن لؤي وفي بعض النسخ وهو حبان بن قيس