ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ( النساء 001 ) قال كان رجل من خزاعة يقال له ضمرة بن العيص بن ضمرة بن زنباع الخزاعي لما أمروا بالهجرة وكان مريضا فأمر أهله أن يفرشوا له على سرير ويحملوه إلى رسول الله قال ففعلوا فأتاه الموت وهو بالتنعيم فنزلت هذه الآية وقد قيل في ضمرة هذا أبو ضمرة بن العيص قال أبو عمر والصحيح أنه ضمرة لا أبو ضمرة روينا عن زيد بن حكيم عن الحكم بن أبان قال سمعت عكرمة يقول اسم الذي خرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ضمرة بن العيص قال عكرمة طلبت اسمه أربع عشرة سنة حتى وقفت عليه فإن قلت ما المناسبة بين الترجمة والآية قلت يدركه الموت أعم من أن يكون بقتل أو وقوع من دابته أو غير ذلك قوله وقع وجب لم يثبت هذا في رواية المستملي وثبت لغيره وقد فسره أبو عبيدة هكذا في قوله تعالى فقد وقع أجره على الله ( النساء 001 ) أي وجب ثوابه .
00 - 8 - 2 - حدثنا ( عبد الله بن يوسف ) قال حدثني ( الليث ) قال حدثنا ( يحيى ) عن ( محمد بن يحيى بن حبان ) عن ( أنس بن مالك ) عن ( خالته ) أم ( حرام بنت ملحان ) قالت نام النبي يوما قريبا مني ثم استيقظ يتبسم فقلت ما أضحكك قال أناس من أمتي عرضوا علي يركبون هذا البحر الأخضر كالملوك على الأسرة قالت فادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها ثم نام الثانية ففعل مثلها فقالت مثل قولها فأجابها مثلها فقالت ادع الله أن يجعلني منهم فقال أنت من الأولين فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازيا أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية فلما انصرفوا من غزوهم قافلين فنزلوا الشام فقربت إليها دابة لتركبها فصرعتها فماتت .
مطابقته للترجمة في قوله فصرعتها فماتت لأنها صرعت في سبيل الله تعالى ويحيى هو ابن سعيد الأنصاري ومحمد بن يحيى ابن حبان بفتح الحاء المهملة وتشديد الباء الموحدة مر في الوضوء وفي الإسناد تابعيان يحيى ومحمد وصحابيان أنس وخالته وقد مر الحديث عن قريب في باب الدعاء بالجهاد وروى ابن وهب من حديث عقبة بن عامر مرفوعا من صرع عن دابته في سبيل الله فمات فهو شهيد ولما لم يكن هذا الحديث على شرطه أشار إليه في الترجمة ولم يخرجه فإن قيل قال في باب العاء بالجهاد فصرعت عن دابتها أي بعد الركوب وهنا فقربت دابة لتركبها فصرعتها أي قبل الركوب أجيب بأن الفاء فصيحة أي فركبتها فصرعتها قوله فلما انصرفوا من غزوهم قافلين أي راجعين من غزوهم قوله فنزلوا الشام أي متوجهين إلى ناحية الشام .
9 - .
( باب من ينكب في سبيل الله ) .
أي هذا باب في بيان فضل من ينكب وهو على المجهول من المضارع من النكبة وهو أن يصيب العضو شيء فيدميه كذا قال بعضهم قلت هذا التفسير غير صحيح بل النكبة أعم من ذلك قال ابن الأثير النكبة ما يصيب الإنسان من الحوادث وقال الجوهري النكبة واحدة نكبات الدهر تقول أصابته نكبة وفي بعض النسخ باب من تنكب على وزن تفعل من باب التفعل وفي بعضها أيضا أو يطعن بعد قوله في سبيل الله .
1082 - حدثنا ( حفص بن عمر الحوضي ) قال حدثنا ( همام ) عن ( أسحاق ) عن ( أنس ) رضي الله تعالى عنه قال بعث النبي أقواما من بني سليم إلى بني عامر في سبعين رجلا فلما قدموا قال لهم خالي أتقدمكم فإن أمنوني حتى أبلغهم عن رسول الله وإلا كنتم مني قريبا فتقدم فأمنوه فبينما يحدثهم عن النبي إذ أومؤا إلى رجل منهم فطعنه فأنفذه فقال الله أكبر فزت ورب الكعبة ثم مالو على بقية أصحابه فقتلوهم إلا رجل أعرج صعد