أن كيفيتها هي بالتوسد المذكور قوله فانتظر الساعة الفاء فيه للتفريع أو جواب شرط محذوف يعني إذا كان الأمر كذلك فانتظر الساعة وليست هي جواب إذا التي في قوله إذا وسد الأمر إلى غير أهله لأنها لا تتضمن ههنا معنى الشرط فإن قلت كان ينبغي أن يقال لغير أهله قلت إنما قال إلى غير أهله ليدل على معنى تضمين الإسناد .
بيان المعاني قوله متى الساعة أي متى يكون قيام الساعة قوله فكره ما قال أي فكره رسول الله ما قاله الأعرابي ولهذا لم يلتفت إلى الجواب فلذلك حصل للصحابة Bهم التردد منهم من قال سمع فكره ومنهم من قال لم يسمع وذلك لأنه كان يكره السؤال عن هذه المسألة بخصوصها قوله أين السائل عن الساعة أي عن زمان الساعة قوله إذا وسد الأمر المراد به جنس الأمور التي تتعلق بالدين كالخلافة والقضاء والإفتاء ونحو ذلك ويقال أي بولاية غير أهل الذين والأمانات ومن يعينهم على الظلم والفجور وعند ذلك تكون الأئمة قد ضيعوا الأمانة التي فرض الله عليهم حتى يؤتمن الخائن ويخون الأمين وهذا إنما يكون إذا غلب الجهل وضعف أهل الحق عن القيام به فإن قلت تأخر الجواب عن السؤال ههنا وهل يجوز تأخيره فيما يتعلق بالدين قلت الجواب من وجهين الأول بطريق المنع فنقول لا نسلم استحقاق الجواب ههنا لأن المسألة ليست مما يجب تعلمها بل هي مما لا يكون العلم بها إلا لله تعالى والثاني بطريق التسليم فنقوله سلمنا ذلك ولكنه يحتمل أن يكون عليه السلام مشتغلا في ذلك الوقت بما كان أهم من جواب هذا السائل ويحتمل أنه أخره انتظارا للوحي أو أراد أن يتم حديثه لئلا يختلط على السامعين ويحتمل أن يكون في ذلك الوقت في جواب سؤال سائل آخر متقدم فكان أحق بتمام الجواب .
بيان استنباط الأحكام وهو على وجوه الأول فيه وجوب تعليم السائل لقوله أين السائل ثم إخباره عن الذي سأل عنه الثاني فيه أن من آداب المتعلم أن لا يسأل العالم ما دام مشتغلا بحديث أو غيره لأن من حق القوم الذين بدأ بحديثهم أن لا يقطعه عنهم حتى يتمه الثالث فيه الرفق بالمتعلم وإن جفا في سؤاله أو جهل لأنه E لم يوبخه على سؤاله قبل إكمال حديثه الرابع فيه مراجعة العالم عند عدم فهم السائل لقوله كيف إضاعتها الخامس فيه جواز اتساع العالم في الجواب أنه ينبغي منه إذا كان ذلك لمعنى أو لمصلحة السادس فيه التنبيه على تقديم الأسبق في السؤال لأنا قلنا إنه يحتمل أن يكون تأخير الرسول الجواب لكونه مشغولا بجواب سؤال سائل آخر فنبه بذلك أنه يجب على القاضي والمفتي والمدرس تقديم الأسبق لاستحقاقه بالسبق .
3 - .
( باب من رفع صوته بالعلم ) .
أي هذا باب من رفع صوته فالباب خبر مبتدأ محذوف مضاف إلى من وهي موصولة ورفع صوته جملة صلتها فإن قلت كيف يتصور رفع الصوت بالعلم والعلم صفة معنوية قلت هذا من باب إطلاق اسم المدلول على الدال والتقدير من رفع صوته بكلام يدل على العلم فإن قلت ما وجه المناسبة بين البابين قلت من حيث إن المذكور في الباب السابق سؤال السائل عن العلم والعالم قد يحتاج إلى رفع الصوت في الجواب لأجل غفلة السائل ونحوها لا سيما إذا كان سؤاله وقت اشتغال العالم لغيره وهذا الباب يناسب ذاك الباب من هذه الحيثية .
60 - حدثنا ( أبو النعمان عارم بن الفضل ) قال حدثنا ( أبو عوانة ) عن ( أبي بشر ) عن ( يوسف بن ماهك ) عن ( عبد الله بن عمرو ) قال تخلف عنا النبي في سفرة سافرناها فأدركنا وقد أرهقتنا الصلاة ونحن نتوضأ فجعلنا نمسح على أرجلنا فنادى بأعلى صوته ويل للأعقاب من النار مرتين أو ثلاثا .
مطابقة الحديث للترجمة ظاهرة وهي في قوله فنادى بأعلى صوته وهو رفع الصوت