رابعا إذا سلمنا للحاكم أن هذا الخبر صحيح عن ابن عباس فإننا نرده برغم دعوى هذه الصحة لأنه معارض للقاطع المتواتر وهو قراءة تستأنسوا والقاعدة أن معارض القاطع ساقط وأن الرواية متى خالفت رسم المصحف فهي شاذة لا يلتفت إليها ولا يعول عليها .
الشبهة الرابعة .
يقولون ألا يكفي في الطعن على جمع القرآن ورسمه ما روي عن ابن عباس أيضا أنه قرأ أفلم يتبين الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا .
فقيل له إنها في المصحف أفلم يأيئس الذين أمنوا 13 الرعد 31 فقال أظن الكاتب كتبها وهو ناعس .
ونجيب بأنه لم يصح ذلك عن ابن عباس .
قال أبو حيان بل هو قول ملحد زنديق .
وقال الزمخشري ونحن ممن لا يصدق هذا في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
وكيف يخفى هذا حتى يبقى ثابتا بين دفتي الإمام أي المصحف الإمام وهو مصحف عثمان وكان متقلبا بين أيدي أولئك الأعلام المحتاطين لدين الله المهيمنين عليه لا يغفلون عن جلائله ودقائقه خصوصا عن القانون الذي إليه المرجع والقاعدة التي أقيم عليها البناء هذا والله فرية ما فيها مرية ا ه .
وقال الفراء لا يتلى إلا كما أنزل أفلم ييأس ا ه .
وعلى ذلك تكون رواية ذلك في الدر المنثور وغيره عن ابن عباس رواية غير صحيحة .
ومعنى أفلم ييأس الذين آمنوا أفلم يعلموا قال القاسم بن معن هي لغة هوازن .
وجاء بها الشعر العربي في قول القائل .
أقول لهم بالشعب إذ يأسرونني ... ألم تيأسوا إني أبن فارس زهدم .
أي ألم تعلموا .
الشبهة الخامسة .
يقولون من وجوه الطعن أيضا ما روي عن ابن عباس أنه كان يقول في قوله تعالى وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه 17 الإسراء 23 إنما هي ووصى ربك التزقت الواو بالصاد وكان يقرأ ووصى ربك ويقول أمر ربك إنهما واوان التصقت إحداهما بالصاد وروي عنه أنه قال أنزل الله هذا الحرف على لسان نبيكم .
ووصى ربك ألا تعبدوا إلا