الشبهة الثانية .
يقولون روي عن سعيد بن جبير أنه كان يقرأ والمقيمين الصلاة ويقول هو من لحن الكتاب .
والجواب على غرار ما سبق أي أن ابن جبير لا يريد بكلمة لحن الخطأ .
إنما يريد بها اللغة والوجه في القراءة على حد قوله تعالى ولتعرفنهم في لحن القول 47 محمد 30 .
والدليل على هذا التوجيه أن سعيد بن جبير نفسه كان يقرأ والمقيمين الصلوة 4 النساء 162 فلو كان يريد باللحن الخطأ ما رضي لنفسه هذه القراءة .
وكيف يرضى ما يعتقد أنه خطأ .
وهذه الكلمة في آية من سورة النساء ونصها لكن الرسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلوة والمؤتون الزكوة والمؤمنون بالله واليوم الأخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما 4 النساء 162 .
فكلمة والمقيمين الصلاة قرأها الجمهور بالياء منصوبا كما ترى .
وقرأها جماعة بالواو منهم أبو عمرو في رواية يونس وهارون عنه .
ولكل من القراءتين وجه صحيح فصيح في اللغة العربية فالنصب مخرج على المدح والتقدير وأمدح المقيمين الصلاة .
والرفع مخرج على العطف والمعطوف عليه مرفوع كما ترى .
الشبهة الثالثة .
يقولون ألا يكفي في الطعن على جمع القرآن ورسمه ما روي عن ابن عباس في قوله تعالى حتى تستأنسوا وتسلموا 24 النور 27 أنه قال إن الكاتب أخطأ والصواب حتى تستأذنوا .
ونجيب أولا بما أجاب به أبو حيان إذ يقول ما نصه إن من روي عن ابن عباس أنه قال ذلك فهو طاعن في الإسلام ملحد في الدين وابن عباس بريء من ذلك القول ا ه .
ثانيا بما أخرجه ابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف وابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس أنه فسر تستأنسوا فقال أي تستأذنوا من يملك الإذن من أصحابها يعني أصحاب البيوت .
ثالثا أن القراء لم يرووا غير قراءة تستأنسوا فلو كان ذاك النقل صحيحا عن ابن عباس لنقلوا عنه أنه قرأ تستأذنوا